البروكار الدمشقي.. الموزاييك.. الفسيفساء.. والعمارة السورية والبيوت المعشقة بالزجاج الملون والأواني الفخارية ومختلف الحرف اليدوية التي امتازت بها دمشق خاصة وسورية عامة جعلت من دمشق متحفا أثريا تراه أينما سرت في شوارعها وأسواقها ومبانيها, واحتفاء بكل فنون وآثار وتراث الوطن يضع مهرجان (تحت سماء دمشق للفنون الشعبية وعروض الهواء الطلق) بين يدي أبناء الجيل الجديد تراث الأجداد وذاكرة وحضارة أقدم مدن التاريخ ويجعل من الالتزام في الحفاظ على هذا التراث أملا وعملا تتبدى ملامحه فيما يقدمه المشاركون في المعرض على اختلاف فئاتهم ومواد فنونهم التي حرص معظمهم على استمرارها عبر توارثها جيلا بعد جيل..
فعاليات هذا المهرجان وعلى مدار أسبوع بتنوعها وغناها تراها في مختلف مناطق دمشق بأماكن عامة تأخذ المتابع إلى عالم من الذكريات بعبق الماضي وحضارته مع تطوير لافت في بعض الحرف والأعمال الفنية والفنون الشعبية والمشاريع التزيينية والنحتية والعروض الراقصة والموسيقى، تلتقي جميعا في هدف واحد هو إحياء التراث بعناصره المادية وغير المادية.. حماية التراث الثقافي تبدأ من المجتمعات المحلية ووعيها لأهمية هذا التراث ومشاركتها في ضمان استدامته مع صونه، وربما فرصة هكذا مهرجان أو فعاليات من شأنه خلق تفاعل واحتكاك حقيقي بين الصانع التقليدي أو الحرفي وبين المتلقي مايوفر فرصة لترويج دائم وتسويق مستمر للصناعات الحرفية التقليدية ويدفع الحرفي للابتكار والإبداع الدائم والتطوير المستمر..
معظمنا يترك ركنا خاصا في منزله يكون الأكثر دفئا والأحب إلى قلبه وتجده يحتوي مقتنيات وتحفاً شرقية ترضي ذائقتنا وهويتنا الثقافية وجمالياتها الإبداعية التي تقدم الوجه الحقيقي للمسيرة الإنسانية لتاريخنا الحضاري في البناء والزخرفة والتزيين..
هناء الدويري
التاريخ: الجمعة 25- 10-2019
رقم العدد : 17107