في المكان والزمان الخطأ ،غلبه النعاس ،تحايل على النوم بشتى الوسائل دون فائدة ،رمى برأسه على المقعد الدراسي وتدلت يده اليسرى من فوق حافة المقعد بينما اليمنى تقبض على قلم فاض حبره خربشات على ورقة بيضاء .
هاجمه النعاس وأخذته غفوة وغرق في نوم عميق ،وهو طالب في الشهادة الثانوية ،نام على وعد وعهد قطعه لأهله بالاجتهاد والمثابرة والمتابعة ،وفقد مهارة إدارة الوقت بسبب إرهاق وإجهاد تحت ضغط دروس خصوصية وجرعات تقوية، استولت على وقت الراحة وفرضت عليه التضحية بعدد من ساعات النوم الصحي والسهر حتى وقت متأخر للدراسة أكثر طلباً للتفوق والتميز .
أياً كانت أسباب النعاس في الصف ويعتبر تسرب الملل أهمها ،في غفلة معلم مازال يصر على جاهزية طالب للتلقي والتقبل فقط ،دون إشراكه في الاستنتاج وتشغيل الملكات العقلية العليا للحصول على المعلومة ،وصفوف مازالت تحافظ على ديكور ثابت ..توازي السبورة مع صفوف عدة من المقاعد تصنف بين الأمامية والمتوسطة والخلفية ،وحكم مسبق لتوزع الطلاب على خارطة مقاعد الصف ،وللمقعد الأخير مزايا يسعى أغلب الطلاب للتمتع بها وأهمها النوم خلسة .
أياً كانت أسباب النعاس على مقعد الدراسة ،يجب ألا يتمكن النوم من طلابنا لأن التيقظ والانتباه أحد السلوكيات التي تضمن التميز والتفوق لهم ولا يكون ذلك إلا بالمواظبة على نمط نوم صحي بالاستيقاظ والنوم في نفس الوقت كل يوم مع عدد ساعات كافية لتجدد النشاط وتزيد التركيز والفهم والاستيعاب ،وتصحو متسلطن ومرتاح .
النوم الصحي والهادئ ..ضرورة نفسية وجسدية وسلوكية ،وعنصر لا يمكن التفاوض عليه أو التنازل عنه في برنامج تنظيم الوقت أيام الدراسة، حساب الوقت للدراسة والراحة والنوم ..وهو سر النجاح .
رويده سليمان
التاريخ: الجمعة 25- 10-2019
رقم العدد : 17107