على امتداد «المنطقة الآمنة» المزعومة لم يجد رئيس النظام التركي أيّ شيء آمن، ينجيه من سلسلة إخفاقاته المتراكمة، ويعيد لأوهامه العثمانية بعضاً مما فقده.. فبرّ الأمان الذي كان يتوهمه من خلال عدوانه على الأراضي السورية جاء بنتائج عكسية ارتدت عليه، الأمر الذي رفع منسوب صراخه حتى وصلت صرخاته إلى سوتشي.. هل من منقذ؟
«نبع الإرهاب» أغرق أوهام أردوغان حتى الرأس.. فكان بالحري أن يجدف نحو الروسي بعد أن قطعت واشنطن حبال نجاته في منتصف الطريق، وركلته لمواجهة مصيره وحيداً، وهو المدرك بأن ما يعول عليه هو أضغاث أحلام.. فجاءت خطواته المتسارعة تحكي ذلك، أما الرد فأتاه من بوابة إدلب، في لقاء القائد مع بواسل الجيش العربي السوري.
لقاء أرسل عشرات الرسائل إلى ذلك الإخواني.. احذر.. الحل سوري شاء من شاء وأبى من آبى، فأوهامك لن تفيد بشيء.. ورهاناتك خاسرة على المدى القريب والبعيد.. والتجربة هنا رفعت منسوب الإدراك بأن جميع الاتفاقات التي عقدها ذلك الإخواني سواء في سوتشي أو في آستنة أو في أي مكان وزمان آخر هي مجرد حبر على ورق، حتى ولو صبغها بألوان مزاعمه «القومية والإنسانية» المزيّفة.
ومهما حاول أردوغان طرح التوضيحات وتقديم التبريرات حول عدوانه على الأراضي السورية.. فجميعها تدور حول المحور الإجرامي ذاته.. فملامح وجهه الإرهابي ثابتة، لا تغيّرها الأقوال، أما أفعاله الإجرامية فهي أساس انطلاقاته ونهاياتها، بحيث ستبقى في مقدمة عناوينه، كيف لا، وهو الذي غزاها ونماها على القتل وسفك الدماء.
الجميع سعى لتبيث أوهامه في الجزيرة السورية، لكن الجيش العربي السوري فصل اللعبة لمصلحته، وأنهى سنوات طويلة من التهديدات الداعشية، وتلتها الأميركية والانفصالية.. فهل يعتبر أردوغان.
أدمون الشدايدة
التاريخ: الجمعة 25- 10-2019
رقم العدد : 17107