قمـح مفقـود..!

 

وأنت تغسل «القمح، الفريكة، العدس..» يطفو على الوجه بقايا تبدو دخيلة مع انها لا تؤثر على الطعم ولاتضر، الا انك تحاول رميها بجهد، وتعيد سكب الماء فوق الحبوب مرات عديدة، مصراً على تنظيف الحبوب الذي نزعت اغلفتها للتو.
عندما تفوح رائحتها المميزة أثناء الطهو تشعر انك تتقن ماتفعل، وما إن تنضج حتى تتذوقها باستمتاع وقد تعيد اليك بعضا من ذكرياتك, فتشعر ان ماتأكله ليس مجرد طعام، بل نكهات حياتية متداخلة، تحيي فيك روحاً مفقودة، اشتقت اليها كثيرا..
تلك القشور القليلة التي تخلصت منها, طالما أنها بكمية قليلة لن تؤثر على مذاق او نوعية او جودة الطعم، ولكن لنتخيل لو ان العكس هو الصحيح، ان تلك القشور تحولت لتكون هي القمح، او الفريكة، أو الحمص.. أو الفاصولياء.. تلك الاطعمة التي يمكنها ان تغني عن اللحوم.. ماالذي سيحدث حينها..!
سنأكل قشوراً.. مجرد حشو.. لاتغذينا.. ولاتقينا الأمراض، ولا تجعل أجسامنا أقوى في كل مرة تهاجمها جراثيم أو أوبئة دخيلة..!
هل نهتم بإزالة القشور من أطعمتنا.. لأننا ندرك انها تؤذينا مباشرة..؟!!
ولكن ماذا عن تلك الأفكار، التي تدخل الى أدمغتنا..؟!
كيف نترك كل القشور تدخل اليها, ونفقد رويدا رويدا.. حبات القمح.. أساساً حين تتكاثر القشور دون امكانية غمرها بماء التنظيف، ألا نمتلئ بها دون شعور منا..
وربما نعتقد ان لتلك القشور ميزات..!
هي خفيفة.. من السهل التعامل معها، وقد نفضل التعاطي معها وشراءها باستمرار, لأن أسعارها رخيصة، ومن السهولة ايجادها.. ويعمد مروجوها الى تزيينها وتلوينها بألوان لاحصر لها.. وايهام الاخر انها لآلئ حقيقية..
ومهما رفعوا اسعارها نبرمج انفسنا لاقتنائها وكأننا نلتقط درراً لايمكن الاستغناء عنها..
مع مرور الوقت نتماهى معها.. فيما بعد حتى لو وجدنا حبات القمح أمامنا.. ندوس عليها.. مسرعين لالتقاط قشورنا الثمينة.. !
سعاد زاهر
soadzz@yahoo.com

 

التاريخ: الأثنين 28- 10-2019
رقم العدد : 17108

 

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك