السلوك الأميركي.. يختزل الحقيقة

يختزل سلوك الولايات المتحدة والنظام التركي في الشمال السوري، حقيقة السياسة الأميركية المتبعة حالياً لمواجهة الواقع المرتسم بتحولاته ومتغيراته، ولاسيما بعد أن قلب الجيش العربي السوري الطاولة على رؤوس أطراف الإرهاب، بعد أن انتشر في المدن والبلدات والقرى الحدودية مع تركيا، وهو الأمر الذي أحبط وأجهض الكثير من الطموحات والأطماع الصهيو- أميركية والعثمانية في تلك المنطقة.
فقيام الإدارة الأميركية مجدداً بإدخال معدات عسكرية ولوجستية إلى الأراضي السورية، وكذلك مواصلة نظام أردوغان لممارساته الإرهابية والإجرامية بحق أبناء الشعب السوري في القرى والبلدات الحدودية، وخاصة تلك التي دنستها قوات الاحتلال التركي والمجموعات الإرهابية العميلة لها، يؤكد إصرار واشنطن على الاستمرار بسياسة العبث بالقواعد والمعادلات، ومحاولة خلط الأوراق ريثما يتسنى لها تحقيق أهدافها وأطماعها في الجغرافيا السورية، والتي تبدأ من حماية الكيان الصهيوني، مروراً بالسيطرة على منابع ومصادر النفط والثروات الطبيعية، وصولاً إلى بناء قواعد عسكرية ثابتة تشكل لها من جهة أوراق ضغط وقوة لمحاولة فرض هيمنتها وقرارها، وتشكل لها من جهة أخرى أداة استغلال وابتزاز على حلفائها وشركائها وأدواتها لتحصيل أكبر قدر من المكاسب والأثمان السياسية والاقتصادية.
بحسب المعطيات المتوافرة بغزارة على أرصفة المشهد، يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تصرُّ على المضي بالسير في عكس الاتجاه الذي تهب منه رياح التحولات والتطورات التي باتت تشكل خطراً كارثياً على المشروع الأميركي برمته، وهذا بحدّ ذاته يشرع الباب مجدداً على الاحتمالات والخيارات كافة، التي من شأنها أن تدفع بالجميع إلى حافة الهاوية.
الأهم من ذلك كله هو أن دمشق ماضية في طريق محاربة الإرهاب حتى القضاء عليه نهائياً وتطهير كل بقعة من تراب هذه الأرض من رجسه ونجسه، وبالتالي فهي لن تسمح لأحد من الغزاة والطامعين والحالمين بالوقوف في طريقها وحرفها عن إعادة الأمن والآمان والاستقرار إلى ربوع الوطن كافة.
فؤاد الوادي

التاريخ: الثلاثاء 19 – 11-2019
رقم العدد : 17126

 

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب