وللوطــــــــن ذاكــــــــرة

عندما يكون عنوان احتفالية يوم «الثقافة، ذاكرة وطن» لاشك أن في الجعبة غنية بالأنشطة والفعاليات التي تؤكد أهمية ودور الثقافة في تكريس مفهوم المواطنة والانتماء، ومعنى أن نحافظ على إرثنا الثقافي لنقله للأبناء وخلق تلك الصلة بين ماضي الوطن العريق وحاضره الذي يؤسس ويضع جذورا عميقة لمستقبل أجيال هي من سيحمل راية البلاد ومجدها ويصونه بالعلم والعمل.
وهذه الذاكرة يفوح منها عبق رجالات مروا من هنا «أدباء، مفكرون، علماء، معلمون..» وأبطال استبسلوا واستشهدوا في سبيل الوطن وإعلاء شأنه، وقبل كل ذلك قيادة حكيمة رسمت الخطى بالحكمة والوعي وصون البلاد من أي معتد يحاول أن يفسد استقرارنا وأمننا.
ولكن ترى هل تكفي تلك الذاكرة لانتشال هذا الجيل من براثن تلك التكنولوجيا التي سلبته خصوصيته وأبعدته عن تراثه ليواكب آخر أجيال الهواتف النقالة، وآخر صيحات الموضة، ويهجر الكتاب إلى تلك الصفحات الزرقاء التي تعبث بذاكرته وتسطح تفكيره إلا من قبض على هويته ومازال يتأبط الكتاب حصنا يسور ذاكرته من عبث النسيان، فكان في ذلك كالقابض على الجمر.
وهل حقا استطعنا أن ندخل إلى عقول هؤلاء الشباب ونخاطبهم ونسبر أغوار أمنياتهم وطموحاتهم وتطلعاتهم، أم مازلنا نعتبر الثقافة هي ميدان فسيح للنخب وحسب، وخصوصا أننا نعلم أن مرحلة صعبة عاشها هؤلاء جراء الحرب الظالمة على بلادنا، فهل لدينا متسع لهم في ذاكرة الوطن ليوقعوا عبر آمالهم على صفحاته أمنيات على قائمة الانتظار؟
لاشك الجهود كبيرة تلك التي تبذل من أجل النهوض بالثقافة في ميادينها كافة، والذاكرة لاتزال تحمل في أرشيفها أعمالا كثيرة وقعت بأنامل مبدعيها رغم الظروف القاسية التي عشنا تفاصيلها في الآونة الأخيرة، والتي وثقت لمرحلة فيها من الألم والحزن، بقدر مافيها من البطولات والتضحيات، وهذا جميعه يضع بين أيدينا مسؤولية كبيرة لنحفظ للوطن ذاكرته، ونشير بالبنان لكل من ساهم في الحفاظ على أمنه وسلامه وخط بحروف من نور انتصارا يليق بالوطن وعراقته، ومسورا بمجد لايأفل.

فاتن دعبول
التاريخ: الثلاثاء 26-11-2019
الرقم: 17131

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية