معاصر..!!

 نختلف في تسمية المحال التي تبيع الحلويات واللحوم والوجبات الجاهزة.. فمنا من يسميها (باتيسري) و(سناك) باللغة الأجنبية.. ومنا من يسميها (مخبز) و(الوجبة السريعة) باللغة العربية… طبعاً أنا ومن يشبهني في التركيبة المادية نبتعد عنها ونسميها معاصر..
وتعريفنا للمعصرة بمفهومها (الحديث) فهي المكان الذي تعصر فيه الجيوب.
وبما أننا في موسم عصر الزيتون وزيادة الرواتب… فالخوف تسلل إلى داخل جيب ونفس كل المواطنين من العصر الذي ينتظرهم .. فالبقال معصرة لبيع الخضار والفواكه.. والجزار معصرة لبيع اللحوم..وووو.. كلها معاصر..لاستخراج نواتج الزيادة في الراتب مع تعب وعرق المواطن الموظف وغير الموظف على امتداد الشهر.
أتحدث عن العصر بحرقة بصفتي أحد المعصورين من جميع صنوف المحال التجارية وغير التجارية… أضف إلى ذلك أني أعاني من عصر كبير آخر.. تعصرني الحياة بساعات العمل الطويلة والشاقة.. وأعود إلى البيت فتعصرني زوجتي وأبنائي بطلباتهم … ثم يذكروني بدفع فواتير الماء والكهرباء والهاتف.. وهي أوراق عصر قاسية لا يستهان بها.
هل بقي شي منك للعصر.. هذا أول سؤال يُطرح عليك في كل مكان تذهب إليه.. وهذا السؤال لا يطرح عليك مباشرة.. لكنه يطرح في مخيلة العاصر لتجيب عنه أنت جهراً بصفتك معصوراً ذكياً وفي إشارة قوية منك أنك على أتم الاستعداد لأن تعصر.. وعلى رأي المثل (لاتكن صلباً فتكسر بل كن لينا لتعصر)… طبعاً قمت بتحوير المثل للضرورة الحياتية.
ولا أحد منا ينكر تعرضه للعصر في أثناء إنجاز معاملاته المختلفة في الدوائر المختلفة ومنا من يعصر في بيته.
ونظراً لارتفاع أسعار الزيوت بشكل صاروخي لم تقبل أي عبوة (زيت بلدي) أصلية مرافقتي للبيت من المحال.. فقط عبوة خفيفة على القلب وثقيلة على الجيب رافقتني وهي تبتسم في وجهي الذي عاتبها على ارتفاع سعرها هي أيضاً.. يضاف لها بعض كرات العوامة ودواليب المشبك التي لا تزال نوعاً ما متواضعة وتحمل لي بعض المودة والوفاء.

منهل ابراهيم
التاريخ: الثلاثاء 26-11-2019
الرقم: 17131

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية