«دستورية» ولكن!

 لم يشكل ماجرى بالأمس في مقر الأمم المتحدة حالة صادمة لعمل لجنة مناقشة الدستور بقدر ما كان اختبارا فعلياً لخصوبة البيئة الوطنية التي يجب أن تنطلق منها أعمال هذه اللجنة.
فأن يضطر الوفد الوطني لمغادرة المقر الأممي لأن هناك من تمهل وربما عرقل اقتراحه لجدول أعمال تناقش فيه الأمور الدستورية على مرتكزات كرفض الاحتلال والالتزام بوحدة وسيادة سورية فهذا مايشكل مؤشرا لقياس نسب التعاطي الجدي لدى الوفد الآخر مع هذه اللجنة والنية الحقيقية للدول التي تقف وراءه فالدستور لايصاغ ولايكتب الا في ظل واقع البلد وإرادة الشعب وليس في بيانات الاستعراض الخارجي «للديمقراطية «
طالما أن الرد بقبول مقترح الوفد الوطني كان متمهلا أو خضع للمراجعات فهذا يعني أن البيئة الوطنية لهذا الحوار تحتاج مزيدا من الانضاج بالنسبة للأطراف المتعنته والمعرقلة لمثل هذا المقترح
نحن في حالة حرب وهناك من يحتل ويحاصر ويشن عدوانا على سورية .. ودستور أي بلد لاينفصل عن واقعها وهو إن كتب بوطنية عالية ولحظ الواقع في زمن الحرب فهذا يعني أن الدستور قادر على صون البلاد في وقت السلم وعلى الطرف الآخر ان يعي ذلك ويؤمن به والا أصبحت لجنة مناقشة الدستور في خطر التدخل الخارجي..
فمن لايعترف بأردوغان محتلاً ولا بإسرائيل عدوا ولا بأميركا استعماراً فليس مؤتمنا على دستور السوريين ..فلماذا التمهل في الانطلاق من الثوابت الوطنية والمرتكزات التي تهم الشعب السوري!
سنكون منفصلين عن الواقع إن لم نتوقع أن هناك أطرافا خارجية تتسلل الى اللجنة وأن من يعتدي على سورية أرضا وجوا هو ذاته من يصوب الى أعمال اللجنة ..فالمعركة السياسية لم تتوقف يوما وان بدت للوهلة الأولى في عمل اللجنة ميسرة أكثر من غيرها..
والدليل أن المبعوث الأممي غير بيدرسون بدا متفائلا جدا مع الجولة الأولى ولكنه مع الجولة الثانية حذر المجتمع الدولي من اللعب بالنار أكثر في الملف السوري .. لدى بيدرسون معلوماته ولدينا مؤشراتنا ..والكثير من التطورات في اللجنة مايحدد اتجاهات الجميع الى أن تستطيع الوصول الى مايريده السوريون والسوريون فقط .

عزة شتيوي
التاريخ: الثلاثاء 26-11-2019
الرقم: 17131

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب