المتوسطة والصغيرة.. العملاقة..!

على الأرجح فإنّ الدعم الحكومي الذي لمسناه مؤخراً من أجل استنهاض المشاريع الصغيرة والمتوسطة سيُحدِثُ منعطفاً كبيراً في مسيرة الاقتصاد السوري، ولا سيما أنّ هذا الدّعم ترافق اليوم مع ظهور مؤسسة ضمان مخاطر القروض، التي أحدثت أصلاً منذ ثلاث سنوات مضت، من أجل دعم هذه المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتكون كعمودها الفقري، لتتصدّى بقوّة لتلك المعضلة التي تقف سدّاً منيعاً في وجه تمويل هذه المشاريع، فالبنوك لها أنظمتها التي يبدو أنها غير قادرةٍ على تجاوزها ولا حتى تطويعها لدعم مثل هذه المشاريع التي تحتاج قروضها إلى كفالاتٍ وضمانات، ليست أكثر من مجرّد شروطٍ تبدو تعجيزيّة بالنسبة لمن ينوي إقامة مشروعٍ صغيرٍ أو متوسط، لأنّ روّاد الأعمال الذين يطمحون لإقامة مثل هذه المشاريع غير قادرين – على الأغلب – لأن يوفروا الكفالات ولا الضمانات التي تطلبها البنوك بموجب أنظمتها، والبنوك غير قادرةٍ على المجازفة بكمّ المخاطر الناجمة عن قروض لا تستوفي الضمانات الكافية لأن تقيها من المخاطر، التي تُنذر بأن تتحوّل تلك القروض إلى قروضٍ متعثّرة عصيّةٍ عن التسديد، مع عدم وجود ضمانٍ يكفلُ التعويض عن التسديد فيما إن تعثّرت، ولذلك كان من الطبيعي للبنوك أن تُحجم عن منح مثل هذه القروض رغم أنّ مصلحتها تكمنُ في أن تُقرِض، وكان من الطبيعي أيضاً أن يُحجم روّاد الأعمال الحالمين بمثل هذه المشاريع، عن التقدّم بطلبات القروض إلى المصارف، لأنهم بالنهاية غير قادرين على تلبية الشروط التي تضعها البنوك في وجههم، وكنّا نسمع العديدين منهم يقولون: لو أننا نمتلك مثل تلك الضمانات المطلوبة لما احتجنا للقروض.
اليوم مؤسسة ضمان مخاطر القروض هي الحل المأمول والمرتجى، وهي التي ستُعبّد الطريق أمام رواد الأعمال لتأمين القروض التي تضمن تشغيلهم ولكن بعناية فائقة، وبمتابعات ميدانية تضمن انطلاق المشروع الذي يكون قد دُرِس جيداً واجتمعت التقديرات على نجاحه.
المشاريع الصغيرة والمتوسطة ستكون مُنقذاً حقيقياً للاقتصاد السوري، فهي تحكي أساليب عملٍ لا يستهان بها، حيث استطاعت مثل هذه المشاريع أن تُنعش العديد من الاقتصادات العالمية، إذ كان لها دور كبير في الصين، وكان لها الدور الأساسي والحاسم في فيتنام.. إنها مشاريع صغيرة ومتوسطة في شكلها ولكنها عملاقة المضمون والأثر.. وعلى قيد الأمل ننتظر الانطلاق.

علي محمود جديد
التاريخ: الاثنين 2-12-2019
الرقم: 17136

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية