شركة «داعش – واشنطن» وفروعها في العالم والشرق الأوسط

عندما اعلنت الولايات المتحدة «انسحابها» من سورية , عاد وصرح دونالد ترامب بأنه استعاد آبار النفط السوري من «داعش» وسيبقى لحمايتها.
وفي إعلانات أخرى أشارت الولايات المتحدة إلى إبقاء 500 جندي بأسلحتهم الثقيلة، ما يعتبر خروجاً عن إطار الاتفاقات المبرمة مع روسيا وانتهاكاً صارخاً للسيادة السورية، كما أعلنت واشنطن أيضاً عن تركها في المكان نحو 400 مقاول خاص.
إنه كذب مفضوح، وهي واحدة من آلاف الكذبات التي اقترفها ترامب، لكن هذه فريدة من نوعها، فالولايات المتحدة اعترفت عدة مرات بحماية قواعد «داعش» في المنطقة، زد على ذلك، استخدمت الولايات المتحدة مرات عدة لقوة «التحالف» الجوية، ليس لضرب القوات السورية فحسب، بل القوات الروسية التي كانت تحاول مهاجمة وحدات»داعش» في المنطقة والمنطقة المحيطة بها، كما أكد قادة الاستخبارات الروسية والسورية أن قواعد الولايات المتحدة داخل وحول حقول النفط السورية كانت تتعايش مع تشكيلات»داعش» المجاورة، وأن هناك الكثير من الأدلة التي تؤكد بأنه كان بين الولايات المتحدة و»داعش» تعاوناً وثيقاً.
كذلك هناك روايات لاسيما القادمة من العراق تؤكد أن الولايات المتحدة كانت تنقل وتزود «داعش» بالسلاح والعتاد، وخلف ذلك ثمة حكاية طويلة عن سرقة النفط في المنطقة، وهنا نستحضر ما قاله الرئيس بشار الأسد الذي أكد أن تركيا سرقت المليارات من الأموال السورية، ومصانع برمتها ونفطا وقمحا وآثارا وأشياء كثيرة أخرى.
لقد اكتشفنا شبكة من المنظمات غير الحكومية المزيفة في تركيا ولبنان، بعضها كانت تعمل بتوجيه من الولايات المتحدة وأخرى بتوجيه بريطاني، كانت تدخل وتخرج بحرية الى سورية وتحت حماية، ومن ثم إلى مناطق واسعة متجاوزة كل خطوط التماس لتدخل الأراضي التي كانت تسيطر عليها «القاعدة» و»داعش»، ومن هناك كانوا يتلقون المعلومات عن الموجودات وينظمون نقلها إلى أوروبا و»إسرائيل» والولايات المتحدة لبيعها في المزادات.
ومن ثم تأتي قضية النفط فعندما اكتشفت قوات الجو فضائية الروسية أن الولايات المتحدة لم تكن تغض الطرف عن سرقة النفط فحسب بل كانت تساهم في حماية أكثر من 20000 شاحنة محملة بالنفط المنهوب من حقول النفط في شمال العراق ومن شرق سورية .
في تلك الأثناء أليكس بويرز وهو رئيس تحرير إحدى المحطات التلفزيونية الأميركية كان يعمل مشرفاً على إنتاج النفط العراقي لمصلحة قائد الاحتلال الأميركي آنذاك بول بريمر، وقد ذكر أليكس أن ثمة اتفاقا مع ممثلي الرئيس بوش الابن الذين كان كثير منهم ولائهم لـ»إسرائيل» وكانوا يتقاسمون المكاسب النفطية من العراق ويرسلونها عبر خط أنابيب، وكان النفط العراقي يعاين ويرسل كما لو أنه قادم من أذربيجان، والطريقة هي باستخدام عوامة الكترونية متحركة التي تقوم بفصل الشحنات النفطية المختلفة حتى داخل خط الأنابيب نفسه. وفيما يخص تصريح ترامب عن»تأمين النفط» ذكرت مصادرنا أن شركات الولايات المتحدة كانت تعمل في الداخل السوري منذ البداية بشراكة «داعش» ناقلة النفط إلى تركيا عبر أنابيب نفطية وتقوم بتحويلها من تركيا كما لو أنه قادم من حقول باكو النفطية.
هذا يعني أنه منذ عام 2004 باستثناء فترة قصيرة كانت تسرق نفط العراق وحالياً نفط العراق وسورية، في البداية في ظل الاحتلال العسكري ولاحقاً في ظل الاحتلال العسكري أيضاً، ويمكن أن نستنتج من ذلك أن عمليات «القاعدة» و»داعش» في العراق وسورية كانت احتلالاً عسكرياً أميركياً لأسباب إجرامية.
الأسوأ أن ترامب أعترف بذلك صراحة وحتى الآن لم يفعل شيئاً لمعالجة الأمر على الأقل لقد كان لـ»ترامب» سببان ليفعل ما فعله، الأول اعترافاته بأنه استفاد شخصياً من سرقة النفط والسلع الأخرى كالقمح، والثاني محاصرة الشعب السوري كما لو انه يريد تجويعه.
من الواضح أن»تأمين» منابع النفط كان ضد القوات السورية التي كانت على بعد كيلومترات قليلة منها من أجل شراكة «داعش» واشنطن التي أدت إلى ثراء حفنة من المجرمين خلال سنوات.
إن ذلك جعل روسيا في موقف صعب، فهذا الانتهاك الإجرامي وغير المعقول للسيادة السورية اعتمد على أكاذيب عبثية واعترافات وهمية وأن الولايات المتحدة تصرفت منذ عام 2001 كـ»دولة مجرمة»في العراق وأفغانستان، لكن هناك فقط، أي في أفغانستان، عندما دخلت إليه الولايات المتحدة كان إنتاجها من الأفيون قد اجتث عملياً، لكن أفغانستان برعاية الولايات المتحدة وفي إطار الجهود الممولة من الإيساد أنتجت نحو 95 بالمئة من الأفيون العالمي بعد ثلاث سنوات من الاحتلال أنتجت أفغانستان الأفيون المطور في مراكز بنيت خصيصاً في إقليم هلمند بتجهيزات ومنتجات كيميائية ضرورية نقلت إلى أفغانستان عبر كراتشي في باكستان.
في الختام لقد اكتشفنا هوية الفاعلين ويمكننا إثبات الجرائم لكن ما لا نملكه هو السلطة الضرورية لفرض احترام القانون الدولي ضد مؤامرة إجرامية يتحكم بها العسكر في الدول الأقوى في العالم.
ريزو انترناسيونال

ترجمة: حسن حسن
التاريخ: الجمعة 6-12-2019
الرقم: 17140

آخر الأخبار
زيارة الرئيس الشرع للبيت الأبيض.. تحوّل المسار السوري وتوازنه إقليمياً ودولياً تصريحات أميركية بعد اجتماع الشرع مع ترامب بعد دقائق من دخول الشرع إلى "البيت الأبيض".. الخزانة الأميركية تصدر قراراً مهماً  مركز للتصوير بالأمواج فوق الصوتية في مركز الأورام بمستشفى اللاذقية الجامعي  الرئيس الشرع يصل "البيت الأبيض" ويبدأ محادثاته بجلسة مغلقة إعادة تأهيل 320 مدرسة في إدلب زيارة الرئيس الشرع لـ"البيت الأبيض".. ماذا تريد واشنطن من لقاء دمشق؟ بعد 116 يوماً على اختطافه.. الدفاع المدني يجدد مطالبته بالإفراج عن حمزة العمارين سوريا تطرق أبواب "التحالف الدولي".. هذه أبرز الانعكاسات على الخرائط السياسية والعسكرية   ثلاث مشاجرات وحالة إغماء.. حصيلة يوم في "كهرباء حمص"..!  30 ألف مستفيد سنوياً من خدمات مركز الإعاقة ومصابي الحرب وفد سويسري – ألماني يضع ملامح تطوير التعليم المهني في دمشق أجندة ترامب الشرق أوسطية.. لماذا زار الشرع واشنطن قبل صفقة بن سلمان الكبرى؟ بسلاح الحجة والعقلانية.. الرئيس الشرع يفرض الحوار من أجل إلغاء قانون "قيصر" خلال أقل من عام.. كيف أوصل الشيباني سوريا إلى مكاتب "البيت الأبيض"؟ "رويترز".. هل باتت الوكالة البريطانية الوسيلة الأخيرة لترويج تنظيم "داعش" في سوريا؟ ماذا تعني الاتفاقية الأمنية الجديدة بين سوريا وإسرائيل؟ لماذا يترقب لبنان نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى "البيت الأبيض"؟ "تجارة حلب" تبحث تحديات قطاع المواد الكيماوية للأدوية ومواد التجميل بعد ارتفاع تعرفة الكهرباء.. المنتج المحلي عاجز عن منافسة المستورد