دقائـــق تفاعليـــــة..

شباب ناشئة بعمر الورود لامست مشكلاتهم وهمومهم عن كثب عندما خضت تجربة التدريس قبل دخولي المجال الإعلامي، كنت أعدهم أن نقضي الباقي من وقت الحصة المدرسية في مناقشة مايشغل بالهم وكل ما يمكن أن يكون مجهولا بالنسبة لهم من مواضيع حياتية أو ثقافية.. كل هذا بعد أن آخذ منهم وعدا بالالتزام والانتباه للدرس..وبالفعل ينتهي درسنا بسلاسة وسلام تيمنا بالاستمتاع بالدقائق المتبقية..
لاأصدق عندما أتذكر فعل تلك الدقائق في أبنائنا وبناتنا، فكم هم بحاجة إلى تلك المساحة من التحرر والنقاش والجدال في أمور ثقافية وفنية أو مناقشة أي كتاب أو شاعر أو أي موضوع إنساني أو بيئي أو صحي، باختصار كل مايتعلق بتكوين ثقافتهم… هذا التفاعل والانفعال الذي لامسته في تلك المرحلة هو مايحتاجه الطفل والناشئة لدعم وتحفيز ثقافتهم وفنهم وذائقتهم الفنية والأدبية وخلق التحفيز الذاتي لديهم بأن الحياة المدرسية لاتقتصر على كتب المدرسة وعلى المحصلة النهائية التي تطالبهم بها المدرسة والأهل والجيران والمجتمع متناسين مقدرات الطفل والناشئة والشباب..
يأتي المعرض المتخصص بكتاب الطفل في دورته الثانية ليضيف إلى الكتب المتوفرة مزيدا من النسخ والعناوين دون خلق بيئة تفاعلية وانفعالية لهذا الطفل للاطلاع على مايُنشر، والاستفادة من المضامين التي يُبذل مجهود كبير لتوفيرها..
دقائق قليلة في المدرسة وفي البيت أو في أي مكان يوجد فيه الأبناء للنقاش وخلق بيئة حوارية في أي كتاب أو إعطاء معلومات عامة دقيقة وصحيحة تخلق حالات تفاعلية وحافزا لأي طفل ليطرق أي باب من أبواب المعرفة، لأن جهله وتردده قد يمنعه من ذلك، وبالتالي الثقة التي قد يمنحها أي شخص موجود في فلك هذا الطفل تكون حافزا للمعرفة، تلك الثقة تراها عندما تبدأ حدقتي الطفل بالتوسع وتلمع عيناه عندما تزوده بأي معلومة، وينطلق لسانه ويبدأ أسئلته التي إذا لم يجد إجابتها لديك كافية حتما سيبحث عنها في أي كتاب يصادفه، وهنا تتحقق الغاية المرجوة من الحوار في خلق تحفيز التفكير الإبداعي للطفل والناشئة.. ردات الفعل التي تراها في عيون الأطفال والناشئة تستحق دقائق نخصصها لهم، لأننا نصرف ساعات كيفما اتفق..!!! ودون إدراك لأهمية أن هؤلاء الأطفال يستحقونها في ظل العالم الافتراضي الذي يفرض نفسه علينا وعليهم..يستحق أبناؤنا جيل المستقبل لأكثر من دقائق تفاعلية..

هناء الدويري
التاريخ: الجمعة 6-12-2019
الرقم: 17140

آخر الأخبار
سوريا تشارك في "القمة العالمية للصناعة" بالرياض  حفرة غامضة في درعا تشعل شائعات الذهب.. مديرية الآثار تحسم الجدل وتوضّح الحقيقة داء السكر .. في محاضرة توعوية  استراتيجية المركزي 2026–2030.. بناء قطاع مالي أكثر توازناً وفاعلية سوريا ولبنان.. من الوصاية والهيمنة إلى التنسيق والندية انتشار أمني واجتماع طارئ.. إجراءات في حمص لاحتواء التوترات بعد جريمة زيدل سوريا الجديدة في مرآة الهواجس الأمنية الإسرائيلية من أماكن مغلقة إلى مؤسسات إصلاحية.. معاهد الأحداث تعود إلى الخدمة برؤية جديدة الطاقة الشمسية خارج الرقابة.. الجودة غير مضمونة والأسعار متفاوتة خريطة الترميم المدرسي في سوريا.. 908 مدارس جاهزة وألف أخرى قيد الإنجاز دمشق تستضيف اجتماع لجنة النقل في "الإسكوا" لأول مرة منذ أكثر من 15 عاماً سوق السيولة.. خطوة تدعم الاستقرار النقدي وزارة التربية تحدد مواعيد التسجيل لامتحانات الشهادات العامة لدورة 2026 عودة اللاجئين.. استراتيجية حكومية تعيد بناء الثقة مع الدولة سوريا والتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية... مسار لا رجعة عنه إعادة تفعيل البعثة السورية لدى منظمة حظر الأسلحة..السفير كتوب لـ"الثورة": دمشق تستعيد زمام المبادرة ... رئيس الأركان الفرنسي يؤكد ضرورة الاستعداد للحرب لبنان وسوريا يتجهان نحو تعاون قضائي مشترك تفعيل البعثة الدائمة.. كيف تطوي سوريا صفحة "الرعب" ومحاسبة مجرمي "الكيميائي"؟ الأردن يعزز التنسيق مع سوريا لمواجهة تحديات إقليمية