النهوض بلغتنا..

 

كانت وما زالت اللغة العربية الفصيحة هي رمز لكياننا القومي وعنوان لشخصيتنا العربية ومستودع لتراث أمتنا، فعن طريقها يتعرف الأبناء والأحفاد على ما خلّفه الآباء والأجداد في مختلف ميادين المعرفة، فيزدادون اعتزازاً بحضارة أمتهم وتقديراً لأسلافهم، وتكون معرفة الماضي عاملاً محفزاً لهم مستقبلاً.
من هنا أعطت سورية للغة العربية كل الاهتمام، فتبوأت موقعاً رفيعاً في حياتنا الثقافية منذ وقت مبكر، ومن هنا أيضاً جاء تشكيل اللجنة المركزية الخاصة بتمكين اللغة العربية عام 2011، التي أوكل إليها العديد من المهام كإقامة الدورات المتعلقة باللغة العربية، ومتابعة تنفيذ إبراز اللغة العربية في كافة المرافق العامة، من خلال تحويل عناوين المحال التجارية والسياحية والفنية وغيرها من الأسماء الأجنبية إلى الأسماء العربية، ومتابعة آليات وشركات النقل العامة لتحويل التسميات الأجنبية إلى أسماء عربية وتحويل الكتابة إلى اللغة العربية، وغيرها..
اليوم يأتي قرار وزارة التربية الأخير وتعاميمها بتخصيص يوم للحديث باللغة العربية الفصيحة في المدارس كخطوة مهمة على طريق استكمال الجهود الرامية للنهوض باللغة العربية وتمكينها وخاصة بعد التراجعات التي اعترت هذه المساعي في كثير من المواضع المشهود لها بالأسبقية والتميز في هذا المجال (وسائل الإعلام) التي باتت تعتمد أحياناً اللغة العامية، أو من خلال الهجمة التي نشهدها على مواقع التواصل الاجتماعي على اللغة العربية والتي أدت إلى اختراع لغة جديدة بين الجيل الناشئ من الشباب لا هي بالعامية ولا بالفصيحة، حيث يتضمن القرار تنشيط برامج استعارة الكتب في المكتبات المدرسية، والاهتمام بمجلة الحائط وتفعيل الإذاعة المدرسية وتكليف الطلاب بأبحاث حسب ميولهم.
المرجو أن تتم متابعة تنفيذ هذه القرارت في المدارس التي بلا شك سيكون لها عظيم الأثر في تقوية اللغة الفصيحة لدى الأجيال الناشئة مستقبلا وأن تتخذ الجهات المعنية الأخرى خطوات عملية مشابهة لتعزيز اللغة العربية وتمكينها سواء في الإعلام أو تغيير أسماء المحال إلى اللغة العربية وغيرها، مع التذكير بأن تعلم اللغات الأجنبية للوفاء بمتطلبات العلم والتواصل مع الاخرين ليس بديلاً من اللغة العربية، وأنه عندما تضعف اللغة العربية يضعف معها أي ارتباط آخر.
هنادة سمير

 

التاريخ: الأربعاء 18 – 12-2019
رقم العدد : 17149

 

آخر الأخبار
دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي