لاشك أن للحركة التشكيلية في سورية تاريخا مهما, فهي من عام 1940 اي منذ أن أُسست أول رابطة تشكيلية, وأقامت معرضاً جماعياً فنياً في كلية الحقوق بدمشق، لم يتوقف الفن في كل أنحاء سورية.
في سني الحرب لم يأل الفنانون السوريون جهداً في تقديم أجمل اللوحات التي عبّرت عن الواقع السوري بكل صدق, فالذين زرعوا الأرض وأوجدوا أول نوتة موسيقية واكتملت الابجدية بأوغاريت.. يزرعون الفن والنجاح والإبداع.
اليوم نحتفي بأيام الفن التشكيلي, ووزارة الثقافة مشكورة قدمت ماقدمته عن معرض الخريف السنوي الذي عرفناه منذ سنوات بعيدة, وكرّمت مجموعة من الفنانين بالإضافة إلى معارض أخرى وورشات عمل تُعنى بالفن التشكيلي..
مانريد قوله أن ما شاهدناه في الأشهر الماضية من معارض في المحافظات كافة, يستحق التوقف عنده, فتلك المعارض اشتهرت بطابعها المتميز وخصوصيتها الفنية التشكيلية من خلال أعمال فنية حملت تقاسيم الفكر السوري, والأهم أنها دلّت على حب الحياة الذي يتمتع به السوريون وصمودهم اللامحدود.
سورية التي تحتفي بأيام الفن بصنوفه كافة, أنجبت الكثير من العمالقة الذين أغنوا المشهد بأعمالهم, وأضافوا للخط الواقعي الفني مساحات من التعبير والتجريد وقد تجلى ذلك في لوحاتهم العديدة والمتنوعة, ولذلك لابد أن نحتفي بأيام الفن التشكيلي أسوة بأيام المسرح والسينما وغيرها.
سورية الماضي والحاضر كانت وماتزال تنجب المبدعين الذين ساروا بخطوات ثابتة وفق اتجاه فني خرج من صميم فكرهم ووجدانهم… فظلوا بستاناً أخضر ندياً نقطف ثماره لنعلم الأجيال القادمة كيف استطاع هؤلاء بناء قاعدة تأسيسية للفن السوري المعاصر.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 18 – 12-2019
رقم العدد : 17149