بينما كنت أتفقد حالة السيارة صباحاً على نية التوجه للعمل، فاجأني جاري (كثير الغلبة) بتحيته الصباحية، ثم ما لبث أن جلس إلى جانبي، ثم قال:
– مئة بالمئة طريقك على طريقي..؟!
– مليون بالمئة لا.. والأصح أن تقول طريقي صار على طريقك، لا بأس سأعدل المسار..!
وما إن انطلقنا حتى بادرني بسؤال استنكاري فيه شتيمة.. قائلاً:
– هل سمعت ماذا فعل بنا أولاد (الشو اسمهم) يا أستاذ..؟!
– وماذا فعل أولاد (الشو اسمهم) بكم ومن هم هؤلاء (الشو اسمهم).. لو سمحت؟!
– كأنك لست في البلد.. ولا تتابع الأخبار..!
– رغم أني أعمل في صحيفة وأتابع أدق التفاصيل.. ومع ذلك نورني إذا سمحت..!
– يا أستاذ رفعوا أسعار المتة.. العلبة بـ /700/ ليرة..؟!
– هل تقصد تجار المتة..؟!
– ما شاء الله عليك.. هي طلعت بتعرف وساكت..؟!
– غريب..؟!
– شو الغريب..؟!
– من كل السلع التي ارتفعت أسعارها لم يشغل بالك سوى المتة.. فهل تحيا فقط بالمتة.. قاطعها يا أخي.. هناك مليون مشروب يمكن أن يعوضك عنها..؟!
– لا أستطيع يا جار..!
– وما السر في ذلك.. هل هو إدمان..؟!
– المتة تنسيني همومي.. لا أروع من المتة عندما يكون لديك هموم.. قرقع عليها تنجلي..!
قلت: قرقعْ عليها إذا سمحت وبيعني السيارة.. ها قد وصلت لمكان شغلك..؟!
– ممكن سؤال يا جار..؟؟!
– تفضلْ..!
– هل أستطيع شرب المتة عندك بالدوام.. لأني مقطوع وخرمان..؟!
– للأسف لا.. فقد قاطعتها منذ اليوم إكراماً لحضرتك..!
عبد الحليم سعود
التاريخ: الأربعاء 18 – 12-2019
رقم العدد : 17149