على الرغم من الانتقادات التي ما زالت توجه للإعلام الرسمي فقد أثبت وبجدارة أنه يمثل سلطة رابعة فالحملة التي أطلقت منذ شهور(ساعدونا لنصير أحسن) أعادت الإعلام الرسمي ليكون صوتاً للسوريين وطريقاً لفرض الحلول للمشكلات والعقبات التي يعانون منها والقائمة تطول بعدد المشكلات الخدمية التي لاقت طريقها للحل واتخذت فيها قرارات للمعالجة من قبل الجهات المعنية مؤخراً…
الحملة حققت نسبة مقبولة من النجاح على الرغم من العقبات التي واجهتها بدءاً من الضعف بالإمكانات اللوجستية ومروراً بحجم المشكلات التي تحتاج لتسليط الضوء عليها وليس انتهاءً بمقاومة وتهرب أصحاب المصالح الذين تذمروا وامتعضوا من دور الإعلام بالتدخل وتعطيل مصالحهم وهو أمر أكده السيد الرئيس بشار الأسد في لقائه الأخير مع قناتي السورية والإخبارية ومن هنا فإن حجم العمل المطلوب من الإعلام ما زال كبيراً والتحديات صعبة وربما تكون مستحيلة..
المطلوب اليوم من الإعلام الرسمي أن يكون أكثر دقة وفاعلية من خلال التركيز على المشكلات والصعوبات التي تواجه المواطن ومناقشة أسبابها بواقعية ومنطقية والبحث عن الحلول القاطعة التي تضمن المعالجة بشكل نهائي ودون عودة وذلك من خلال فهم أسباب المشكلات إدارياً وتشريعياً على اعتبار أن الفاسدين ما زالوا يستغلون وجود بعض الثغرات في القوانين والقرارات الإدارية ليدخلوا منها ويتلاعبوا بها لتحقيق مصالحهم الخاصة على حساب الدولة والمواطن في آن معاً ليقوم الإعلام الرسمي بتسليط الضوء على هذا الجانب والمطالبة بتعديل هذه المنظومة بما يضمن عدم استغلال البعض لهذه الثغرات لتحقيق مصالحهم الضيقة..
المهمة ليست سهلة ولا مستحيلة خاصة بالنسبة للإعلام الذي استطاع التصدي لمكنة الإعلام الضخمة التي استهدفت الدولة السورية ومواطنيها منذ بدء الحرب على الرغم من التفاوت في الإمكانات إلا أن الملازم لطريق الحق لا بد أن ينتصر لو كثرت التحديات وكره الكارهون.
باسل معلا
التاريخ: الجمعة 27-12-2019
الرقم: 17156