حافلاتنا..!!

لا أدري لماذا خطر ببالي أن أدعو بإلحاح لأن أرتاح من عناء الركوب بالحافلات خصوصاً في أوقات الذروة وأنا في طريقي للعمل.. أي نعم يا (جماعة الخير) دامت سعادتكم.. فأنا منذ انخراطي في الوظيفة لم أعرف قط طعماً للمواصلات المدللة.. أمتطي ظهور الحافلات فقط.. وحتى عندما حاولت التوفير لم أستطع أن (أوفر) ذلك المبلغ الفلكي قبل وبعد الأزمة الاقتصادية التي نمر بها لأشتري به وسيلة نقل خاصة.. خصوصاً بعد نزول الدولار إلى مراعيه الخضراء.. لذلك فقد سلمت أمري لخالقي ورضيت بالحافلة وسيلتي الوحيدة لنقلي من مكان لآخر ومن مصيبة لأخرى أيضاً.
فركوب الحافلات وخصوصاً (النقل الداخلي) يومياً لا بدّ وأن يُوقع المرء في مشكلات لا حصر لها خاصة مع شخص مثلي تلاحقه المطبات الطرقية والمعنوية لتقيم معه طقوس صداقة يومية.
على كل حال.. عليكم أن تعلموا أنّ رحلة العذاب مع الحافلة تبدأ منذ الصباح الباكر.. فأنت ما إن تطأ قدمك أرض الحافلة حتّى تستقبلك روائح العطر (الثقيل) من السيدات والسادة تتمنى بعدها لو أنك تستطيع أن تلمس جهازك التنفسي لتطمئنّ على سلامته خصوصاً إن كنت تعاني من نوبات (ضيق نفس) وتتحسس من العطور… أو تجد نفسك مضطراً أن تحمل لافتة مكتوب عليها (ممنوع دخول الحافلات لآكلي الثوم والبصل).
وصرت خبيراً بأحوال الركاب في (مسلسل الركوب الهندي) اليومي الطويل من حركة أنفاسهم وهم يتزاحمون من حولي بين مالئ البطن.. ومن هم من فئة أصحاب البطون الخاوية.
ولَكُم أيضاً أن تتخيّلوا حجم المعاناة التي يعانيها أمثالي من الموظفين والمواطنين من الزحمة وما يحصل فيها من عصر مدروس ومتناغم من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين… ولكن من سيهتم.. فالمنسيّون أمثالي وأمثالكم ليس مهمّاً بماذا أو لماذا يعانون في الحافلات وغيرها.. ولكن المهم أن يريحوا العالم من أعبائهم ومطالبهم الّتي لا تنتهي.
وستكون سعيد الحظ لو كنت واقفاً بجانب الشبّاك تتنشق بعض الهواء الطّازج.. أو نجوت ممن يدفعك من دون قصد لينزل من الحافلة قبل أن تغلق أبوابها.. أو كنت بجانب السائق فيكون وقع المطبات عليك خفيفاً.. وتقول لتلك الحافلات رفقا بالباقين المتعبين من المصائب والويلات اليوميّة التي تضيفينها لهم فوق همومهم المنوعة والغزيرة…

منهل ابراهيم
التاريخ: الثلاثاء 7-1-2020
الرقم: 17162

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها