الرد الإيراني .. إرادة الشعب المقاوم

 شتان ما بين التصرف كدولة ذات مؤسسات، تعمل وفق القوانين الدولية لمصلحة شعبها.. كما في إيران، وما بين دولة أخرى تعمل وفق نهج المنظمات الإرهابية الخارجة على القانون تستخدم ما لديها من قوة في علاقاتها مع الآخرين، ومثالها الولايات المتحدة الأميركية التي تقدم القوة على السياسة والدبلوماسية في العلاقات الدولية.
ووفقاً لهذين المنهجين المختلفين والمتناقضين تماماً، جاء الرد الإيراني سريعاً وقوياً جداً على إرهاب إدارة ترامب وبلطجته التي يتفاخر بها على المنابر الإعلامية، من حيث أن هذا الرد لم يكن إلا تعبيراً عن إرادة شعبية وجماهيرية عارمة، ليس في إيران فحسب، بل في جميع بلدان المقاومة المحبة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم.
فبينما كان الشهيد القائد قاسم سليماني يوارى الثرى كانت الصواريخ الإيرانية تدك قاعدة عين الأسد في العراق، ثأراً لاستشهاده وأبو مهدي المهندس ورفاقهما من قادة المقاومة، الأمر الذي شكل صدمة وصفعة مفاجئة لترامب وطاقمه العسكري والسياسي ومن ورائه أدواته في المنطقة، كما أنه أربك كثيراً وراح يتحدث عن هذا الرد المزلزل وكأنه منفصل عن الواقع، واصفاً الوضع بأنه على ما يرام.
ونتيجة لذلك يقف المشهد الدولي عند حدود الهاوية بسبب سياسات الإدارة الأميركية الرعناء، مما دفع الجهات الدولية والإقليمية إلى رفع صوتها في محاولة منها لتهدئة الأوضاع، محملة مسؤولية هذا التوتر كله للرئيس الأميركي الذي يمارس السياسة كأنه زعيم منظمة إرهابية وليس دولة مهمة في العالم وعليها مسؤوليات مع غيرها من الدول العظمى في حفظ الأمن والسلم الدوليين.
وفي هذا السياق لا ندري إن كان الشعب الأميركي يصدق ما يتشدق فيه رئيسه عندما يتحدث عن الدفاع عن أميركا والأميركيين، وهم يرونه جهاراً نهاراً يمارس سياسات خاطئة لا تصب في مصلحتهم ولا مصلحة بلادهم، وكثير من السياسيين الديمقراطيين ومثلهم من الجمهوريين أعلنوا صراحة مواقفهم الرافضة لهذا المنهج الهدام الذي يتبعه ترامب، وقضية العزل التي تتفاعل في الأروقة السياسية والتشريعية الأميركية أكبر دليل على هذا الرفض.
فإلى متى يبقى ترامب يمارس إرهابه على الشعوب والدول المحبة للسلام؟.

راغب العطية
التاريخ: الخميس 9-1-2020
الرقم: 17164

آخر الأخبار
بانة العابد تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال 2025   لبنانيون يشاركون في حملة " فجر القصير"  بحمص  ابتكارات طلابية تحاكي سوق العمل في معرض تقاني دمشق  الخارجية تدين زيارة نتنياهو للجنوب السوري وتعتبرها انتهاكاً للسيادة  مندوب سوريا من مجلس الأمن: إسرائيل تؤجج الأوضاع وتضرب السلم الأهلي  الرئيس الشرع يضع تحديات القطاع المصرفي على الطاولة نوح يلماز يتولى منصب سفير تركيا في دمشق لأول مرة منذ 13 عاماً  الجيش السوري.. تحديات التأسيس ومآلات الاندماج في المشهد العسكري بين الاستثمار والجيوبوليتيك: مستقبل سوريا بعد رفع العقوبات الأميركية الأولمبي بعد معسكر الأردن يتطلع لآسيا بثقة جنوب سوريا.. هل تتحول الدوريات الروسية إلى ضمانة أمنية؟ "ميتا" ساحة معركة رقمية استغلها "داعش" في حملة ممنهجة ضد سوريا 600 رأس غنم لدعم مربي الماشية في عندان وحيان بريف حلب من الرياض إلى واشنطن تحول دراماتيكي: كيف غيرت السعودية الموقف الأميركي من سوريا؟ مصفاة حمص إلى الفرقلس خلال 3 سنوات... مشروع بطاقة 150 ألف برميل يومياً غياب الخدمات والدعم يواجهان العائدين إلى القصير في حمص تأهيل شامل يعيد الحياة لسوق السمك في اللاذقية دمشق.. تحت ضوء الإشارة البانورامية الجديدة منحة النفط السعودية تشغل مصفاة بانياس لأكثر من شهر مذكرة تفاهم مع شركتين أميركيتين.. ملامح تحول في إنتاج الغاز