فـــــــخٌّ غامـــــض..

«البشر فخورون بتعقيد لغة تواصلهم، ولكن زيادة الكلمات تستخدم ليس فقط لبناء الجسر إلى المعنى إنما لتشكيل عاصفة من الغموض، مثل التشويش الذي يصبح ضاراً حتى يتوق الشخص لمساحات كبيرة من الصمت».. ترد كلمتا (الصمت، الغموض) ضمن ذات السياق دون أن تبتغي الكاتبة والروائية الأميركية تيري ولفرتون الإشارة لنوع من الترادف بينهما.. حين يغدو صمتنا غموضاً في كثير من الحالات.
وبالتالي ينتفي معنى كون اللغة أداة تواصل أو تقارب لتصبح مجرد وسيلة إقصاء وأداة تفرقة.. متى تصبح مشاعرنا وأحاسيسنا لغات بديلة عن اللغة المنطوقة أو تلك المكتوبة؟ هل نحتاج فعلياً إلى اللغة، بمعناها الاصطلاحي حتى نعجب بأحدٍ ما.. نحبه أو نكرهه..؟ لعلنا نمتلك مهارات تواصل غير لغوية، حينها نقبض على اللغة بهيئات عديدة، منها تلك الجمالية كما في عوالم الفنون والموسيقا، أو تلك المحسوسة كما في لغة العيون.. أن يكون النظر عتبةً أولى لاستشراف واستجرار لغاتٍ أخرى.. واستلهام حيوات كثيرة ضمن ذات الحياة الواحدة.
لكن ما اللغة التي تستنفر حالة الدهشة لدينا؟ لاسيما حين نستمر بابتكار هالات التعقيد حول لغاتنا المنطوقة.. هل يمكن للغة أن تكون سجناً..؟ ألا نشعر بذلك حين تنحبس أطنان الكلمات وتختنق داخلنا دون أن تدرك سبيلاً إلى الخروج من تلافيف عقولنا..؟ اللغة باب متعرّج للوصول إلى متناقضاتٍ عدّة.. باب للصمت وآخر للبوح بالآن عينه. هل نحن فاعلون ضمن لغاتنا أم منفيون عنها وفيها..؟ ترمي شباكها حولنا دون أن نعي الأمر.. توهمنا أنها حاملٌ مخلص للكثير من الأفكار.. وحاضن لوعينا.. نسترسل يومياً بمئات الأفكار دون أن ندرك أنها تكتسي قالب اللغات التي تتولّد عنها.. لأن «اللغة فخٌّ» غامضٌ وماكرٌ بمهارة.
لميس علي

lamisali25@yahoo.com
التاريخ: الخميس 16- 1 -2020
رقم العدد : 17170

 

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي