الاعتداء على السوريين يتجدد كل يوم، والغوغاء السياسية المستحدثة تسخر من وجعنا، وهدفه النيل من ثقافتنا وحضارتنا وسيادتنا وهدم كل مقدساتنا وفي مقدمتها المقاومة التي تمتد لحقب زمنية لامتناهية.
فخ الأزمات التي أوقعنا به الاستعمار الحديث القديم يستهلك مجتمعاتنا العربية، وما يعنينا المؤسسات الثقافية والإعلامية باعتبارها الأقدر على قلب كل الموازين، تلك المؤسسات التي لبس بعضها جلباب الغوغاء.
كثير من مؤسساتنا الثقافية والإعلامية وبكل أسف نسيت أن الثقافة ومكوناتها الفكرية جوهر الفعل في الحياة الإنسانية وحضاراتها وتاريخها وأصبحت بوعي منها أو من دون وعي تأخذ على عاتقها الكتابة والفعل والتحليل السياسي في كل المنابر الثقافية والإعلامية.
حاجاتنا وحاجات مجتمعاتنا أعمق من ذلك بكثير ويجب أن لا نترك مجالا لأهداف الاستعداء علينا أن تتحقق بسيناريوهاتها المرسومة والمدروسة وفق خطط ممنهجة.
التصدي يبدأ من الخروج من الفخ الذي أوقعتنا فيه دول الاستعمار وإعطاء فرصة حقيقية للبحث الثقافي والفكري بعيدا عن استجداءات السياسة في مواقع لن تجدي نفعا.
عدد المحللين السياسيين في بلداننا يُضاف إليه عدد لايحصى من المتفلسفين والطفيليين في السياسة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الجلسات العامة يتزايد لدرجة أصبح لكل مواطن أكثر من محلل سياسي
وبالمقابل الشحّ الذي تراه في المنابر الثقافية والفكرية يكاد لا يسدّ رمق حضارات عاشت لآلاف السنين وأنتجت كل البنى الأساسية لقيام أي حضارة أو دولة.
النهضة الثقافية والفكرية حاجة ملّحة وأساسية في إعادة الدفة إلى المسار الصحيح بعيدا عن المسار الذي يريده ويعمل عليه تيار الاستعداء والحاجة ملّحة لاستبدال المنابر السياسية بالمنابر الثقافية والفكرية لأن التاريخ أثبت أن صُنّاع الحضارات هم مثقفون ومفكرون ومبدعون.
هناء الدويري
التاريخ: الجمعة 31-1-2020
الرقم: 17182