الجولان.. إرادة انتصار

تسارع سلطات الاحتلال الصهيوني إلى الاستثمار بكل جزئيات “مؤامرة القرن” التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل بضعة أيام، ويبدو أن واضعي تلك “الصفقة” القذرة أعطوا إشارة خاطئة – وعن سابق إصرار وتعمد – لكيان العدو الإسرائيلي للتمدد ببنودها إلى خارج حدود القضية الفلسطينية، ولعل إعلان ترامب قبل نحو عام بشأن الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى الكيان الصهيوني، كان المقدمة لإطلاق يد الاحتلال نحو تكثيف أعمال السرقة والنهب لأراضي وموارد أهلنا في الجولان المحتل.
مع انتقال المخطط الإسرائيلي بشأن إقامة نحو 52 مروحة هوائية تسلب أكثر من 600 دونم من أراضي أهلنا في الجولان، من مرحلة الإعداد والتخطيط إلى مراحل التنفيذ العملي، يعني أن حكومة الاحتلال تستغل المناخ المتخم بالعدوان والبلطجة الذي وفره ترامب عبر إعلانه السافر “للصفقة”، للإيغال أكثر في عمليات اللصوصية والسرقة الموصوفة للأراضي في الجولان المحتل، تماماً كما استغل العدو الصهيوني من قبل ولم يزل الحرب الإرهابية على سورية، وشارك في كل تفاصيلها وجزئياتها من حيث دعم الإرهابيين ورعايتهم، وشن اعتداءات متكررة لحمايتهم، للمضي قدماً في سياسته التوسعية واتخاذ العديد من الإجراءات العنصرية لتغيير الوضع الديموغرافي في الجولان المحتل واستنزاف موارده الطبيعية.
والإضراب الشامل الذي نفذه أهلنا في الجولان احتجاجاً على المخطط العدواني، وتوعدهم الاحتلال بمزيد من المقاومة والمواجهة، رد طبيعي على عربدة الاحتلال وممارساته العنصرية، وهو امتداد للمقاومة المستمرة المتجذرة في عروقهم، فهم لم يرضخوا يوماً لإرادة المحتل، ولم يستطع ذاك الاحتلال فرض أي إجراء بحقهم بفضل قوة إرادتهم وتشبثهم بأرضهم، ولثقتهم الأكيدة بأن الدولة السورية لن تتوانى عن بذل الغالي والنفيس من أجل تحرير كل شبر من الجولان المحتل.
الإجراءات الصهيونية المتسارعة، نحو تكريس الاحتلال وشرعنته، هي بكل تأكيد استكمال لمنهج دعم الإرهاب التي دأبت عليه منظومة العدوان – والكيان الصهيوني جزء أساسي فيها – منذ بدء حربها العدوانية على سورية، ولكن الوقائع ومعطيات الميدان تؤكد بأن أعمال البلطجة الصهيونية لن تفلح في فرض مشيئة المحتل، وبأنه في طريقه إلى الزوال عاجلاً وليس آجلاً، وخاصة أن أهلنا في الجولان انتصروا في معركة الهوية والانتماء، والأهم من كل ذلك أن الدولة السورية التي تراكم انتصاراتها على الإرهاب وداعمية، لن تعجز عن تحرير كامل الجولان في قادم الأيام.

ناصر منذر
التاريخ: الاثنين 3-2-2020
الرقم: 17183

آخر الأخبار
قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي "تربية حلب" تواصل إجراءاتها الإدارية لاستكمال دمج معلمي الشمال محافظ إدلب يلتقي "قطر الخيرية" و"صندوق قطر للتنمية" في الدوحة "تجارة دمشق": قرار الاقتصاد لا يفرض التسعير على المنتجين