إعادة تفكير

 

البيانات التي نشرتها وزارة الزراعة مؤخراً حول المساحات الزراعية التي جرى استعادتها من قبل وحدات الجيش العربي السوري وتمت زراعتها وإعادة استثمارها بنسبة كبيرة تعد تطوراً مهما في هذه المرحلة وخاصة أنها تلبي احتياجات البلد من السلع الغذائية الزراعية التي نحن بأمس الحاجة إليها من باب الاكتفاء الذاتي.
وهنا لابد من الوقوف ملياً عند أهمية دعم القطاع الزراعي للمحافظة على استمرارية العملية الإنتاجية وبقاء المزارعين والمنتجين على أرضهم وقيامهم بأعمالهم، الأمر الذي يتطلب وضع خطة زراعية ملزمة لكل الفلاحين والمزارعين يمنع تجاوزها وحصد نتائج مثمرة على الصعيد العملي بعيداً عن الخطط التي ترسم على الورق .
والأمر لا يتوقف عند وزارة الزراعة وحدها بل لابد أن تعد مع الوزارات والجهات الأخرى المعنية بهذا القطاع خطط عمل سنوية فيها الكثير من المحفزات التي تشجع الفلاحين على تنفيذها لضمان إنتاج كم أكبر من السلع والمحاصيل الزراعية، وبذلك تسهم بالحد من الارتفاعات الكبيرة التي تطول المنتجات الزراعية نتيجة قلة الإنتاج من جهة والعوامل المناخية الأخرى، إضافة إلى تحقيق إيراد ودخل مهم للفلاح الذي يساعده على الاستقرار بأرضه.
إذاً نحن بحاجة إلى رؤية تنموية مستقبلية من خلال رؤية استراتيجية مستدامة وخاصة بعد التداعيات الكبيرة التي خلفتها الحرب على قطاع الزراعة، والتي أدت لتراجع واضح في أداء هذا القطاع الاستراتيجي الذي يشكل عاملاً رئيسياً للأمن الغذائي في سورية.
الحل كما يردده الجميع يكمن في جعل الزراعة قطاعاً تنافسياً يعتمد على الميزة النسبية للإنتاج الزراعي، وله القدرة على تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، لكن هذا يبقى مجرد كلام ما لم يترجم على أرض الواقع.
فلا يمكن للقطاع الزراعي أن يستعيد لياقته الإنتاجية ما لم تتوافر له عناصر أبرزها تأمين مستلزمات الإنتاج بأسعار تشجيعية مدعومة وتسهيل تسويق الحبوب وتسعير المحاصيل الاستراتيجية بأسعار مجزية واعتماد أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية لبعض المحاصيل المقاومة للأمراض والجفاف.
وربما أيضاً يكون من الملائم إعادة التفكير بتأسيس مجلس أعلى للدعم الزراعي تشارك فيه الجهات ذات العلاقة لرسم السياسة العامة للدعم وتنسيق وتوزيع العمل بين الجهات المختلفة للوصول إلى دعم حقيقي يليق بالقطاع الزراعي الذي يعد بالفعل قاطرة النمو للاقتصاد المحلي.

ميساء العلي

التاريخ: الأربعاء 5 – 2 – 2020
رقم العدد : 17185

 

آخر الأخبار
بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة التجربة التركية تبتسم في "دمشق" 110.. رقم الأمل الجديد في منظومة الطوارئ الباحث مضر الأسعد:  نهج الدبلوماسية السورية التوازن في العلاقات 44.2 مليون متابع على مواقع التواصل .. حملة " السويداء منا وفينا" بين الإيجابي والسلبي ملامح العلاقة الجديدة بين سوريا وروسيا لقاء نوعي يجمع وزير الطوارئ وعدد من ذوي الإعاقة لتعزيز التواصل عنف المعلمين.. أثره النفسي على الطلاب وتجارب الأمهات عزيز موسى: زيارة الشرع لروسيا إعادة ضبط للعلاقات المعتصم كيلاني: زيارة الشرع إلى موسكو محطة مفصلية لإعادة تعريف العلاقة السورية- الروسية أيمن عبد العزيز: العلاقات مع روسيا لا تقل أهمية عن العلاقات مع أميركا وأوروبا الشرع وبوتين : علاقاتنا وثيقة وقوية وترتبط بمصالح شعبينا المكتب القنصلي في حلب.. طوابير وساعات من الانتظار بوتين والشرع يؤكدان في موسكو عمق الشراكة السورية الروسية للمقاييس عدالة.. لكن من يضبط الميزان؟ الفساد المصرفي.. أهم العقبات التي تعيق التعافي الاقتصادي لوحات دائمة بدل التجريبية للمركبات في طرطوس العلاقات السورية الروسية.. بين التعاون السيادي والمصالح البراغماتية