الـ «بي بي سي» والسعادة..!

 

 

 

أدرتُ مفتاحَ الراديو صباحاً في مسعىً جادٍّ للبحث عن أغنية فيروزية أستفتح بها يومي بتفاؤل يقلب مزاجي «المعكّر»، ويخرجني من «ربقة» الواقع الذي سأواجهه في العديد من الأماكن، فدهمني صوت أجشّ أعادني إلى الماضي، حيث لم يكن المتوافر لدينا آنذاك سوى إذاعتنا الوطنية الشامخة وإذاعتي مونتي كارلو الفرنسية والـ «بي بي سي» البريطانية اللتين تبثان سمومهما الإخبارية على مدار الساعة.
كان المذيع متحمساً جداً للقضية التي يناقشها مع ضيفة البرنامج التي تنتمي إلى بلد عربي شقيق، حيث سمعتُ منه كلمة «السعيدة» أكثر من مرة قبل أن أقع على حقيقة الموضوع «المهم» الذي يشغل بث هذه الإذاعة، فالحلقة كانت مخصصة لمعالجة «الكلاب»، حيث بشّرتنا ضيفة الإذاعة بافتتاح «مركز الكلاب السعيدة» في مدينتها الجميلة.
أصابني خبرُ هذا الافتتاح «التاريخي» بدهشة كبيرة، فألّحت ــ أو أصرّت لا فرق ــ عليّ ذاكرتي مستعرضةً شريطاً من القصص المحزنة التي يعانيها أشقاؤنا في هذا البلد الجميل، وتتكفل قنواتهم الفضائية بإثارتها يومياً دون جدوى، حيث تغيب السعادة عن وجوه الناس هناك، وتحضر السخرية المؤلمة والسوداء من الواقع في كثير من البرامج والمسلسلات والمسرحيات والأفلام والفعاليات، لأكتشف بمحض المصادفة، أن حال المجتمع لديهم هو كحال المجتمع العربي عموماً منقسم إلى شريحتين، شريحة «سوبر» حنونة وشديدة الرفق بالحيوان، تربّي الكلاب وتدللها وتسهر على راحتها وتحرص على سعادتها وتخليصها من أمراض الاكتئاب، وشريحة «معترة جداً» ، تحسد الكلاب على عيشتها المرفهة.
وبينما كانت ذاكرتي تحاول تعكير الفرحة بافتتاح المركز، توقفتُ فجأة في أحد الأحياء الراقية بالعاصمة، على وقع قيام شابّ أنيق يجرّ كلبين «مكتئبين» أمامه ــ ربما هما يجرانه ــ بقطع الطريق أمامي، فقلت في نفسي: لعله لم يسمع باسم المركز، ففتحت النافذة كي أزفّ له البشرى، فانبرى «رفيقاه» ينبحان بامتعاض ولسان حالهما «المتدلي» يقول: تضربْ إنت والـ «بي بي سي»!!.
عبد الحليم سعود

 

التاريخ: الخميس 6 – 2 – 2020
رقم العدد : 17186

 

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي