لايخفى على أحد أن النظام التركي بما يقوم به، ينفذ دوراً مرسوماً له بعناية ودقة، وليس أكثر من أداة تنفيذ لشكل من أشكال العدوان على الأمة العربية كلها، وليس على سورية وحدها، صحيح أنه كما الديك يصيح ويرفع صوته مستحضراً ما لايمكن أن يعاد، ويطبل ببطولات وهمية، تارة باسم الإنسانية، وتارة أخرى باسم الإسلام البريء منه، هذا كله نعرفه، لكن الأكثر دقة أنه (أردوغان) مجرد عميل بمرتبة ما ينفذ ما يؤمر به.
صحيح أنه يقفز هنا وهناك، ويعتقد أن قفزاته بارعة، وغير مقروءة للآخر، فيمضي بالمزيد من خطوات التهور يحاول تغطيتها بما يثرثر به، لكن الوقائع على الأرض تفضحه دفعة واحدة، فهو الصورة الثانية للاحتلال الصهيوني بكل أشكاله واعتداءاته، يعملان معاً وينسقان الخطوات بمباركة المشغل الأكبر واشنطن، والدليل على ذلك العدوان الذي كان من عدة أيام، فكيف تزامن جنون الكيان الصهيوني، مع دخول رتل لقوات الاحتلال التركي إلى الأراضي السورية؟
هل هذا من باب المصادفة ؟ بالتأكيد: لا، عمل وتنسيق دائم من أجل الاستفراد بسورية وتحقيق مشاريعهم التوسعية مهما كلفهم الأمر، لكن قراءاتهم حتى اليوم لم تعطهم الحقيقة التي يجب أن يقروا بها، ألا وهي أن ذلك أمر مستحيل، ولايمكن لأي قوة مهما عتت أن تحقق هذه الأطماع العدوانية، ما يجري من تسع سنوات يدلل على أن سورية عصية على عدوانهم، ولن ينجحوا به حتى عندما يتلطون وراء الأهداف المدنية كما فعل الكيان الصهيوني أكثر من مرة.
ديب علي حسن
التاريخ: الأحد 9-2-2020
الرقم: 17188