محور العملية التعليمية ومحركها، هو المعلم الذي أتقن فن تربية طلابه بالحب ،وهو سر نجاحه في ضبط صفه وتلقي طلابه العلم والمعرفة بدافعية وتركيز وتفاعل بمهارات عقلية عليا ،وغير خاف على أحد مفاعيل حب الطالب لمعلمه ،من تميز وإبداع وتفوق.
انطلاقاً من هذه المهمة التربوية يسعى بعض المعلمين إلى كسر حاجز الجليد بينهم وبين التلاميذ إلى المزاح ،خلق راق ينشط العقل والإبداع والخيال ،يرافقه الأمان والاطمئنان ،يشيع الفرح والمرح ويجلب الابتسامة ،ولكن الإسراف فيه يتسبب بالفوضى والاستهتار ،ويذهب بعض الوقار ،ويفقد المعلم هيبته واحترامه .
حب الطالب للمعلم وللمادة التي يقوم بتدريسها ليس بالصعوبة التي نتخيلها ،وابتسامة المعلم وحركات جسده وتواضعه،وعطاؤه من قلبه لا من الكتاب ،ضمانة كافية لالتزام الطلاب بالهدوء أثناء الحصة الدراسية ،وأداء واجباتهم المنزلية،ولابأس من إبراز الجانب الإبداعي ليثق به طلابه أكثر ،عندئذ يكون تجاهلهم أو مخاصمتهم عقاباً فعالاً .
طبقت نظرية التعلم بالحب والحنان في أحد المعاهد الخاصة وأدت إلى نتائج مذهلة ،فقد تعلم المتخلفون عقلياً بوساطتها القواعد الضرورية في الحياة مثل طريقة استخدام الحمام وآداب المائدة وبعض الألعاب الجماعية وأشياء أخرى تؤكد أن الحب يصنع المعجزات.
اليوم ،نحن بأمس الحاجة إلى معلم مدرك لقواعد التربية السليمة لإعادة بناء العقول وإصلاح النفوس كجزء من إعادة الإعمار،وهي التحدي الأكبر لحماية الأجيال القادمة .
رويدة سليمان
التاريخ: الأربعاء 12-2-2020
الرقم: 17191