الحسابات الخاطئة1

تطورات المشهد الميداني وما تفرزه من إنجازات متراكمة للجيش العربي السوري، بالتوازي مع حالة الهستيريا التي تعصف باللص أردوغان، دفعت النظام التركي للإعلان بشكل صريح بأن الحرب بالوكالة التي يخوضها عبر التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها (جبهة النصرة) باتت من الماضي، والتعزيزات العسكرية التي يرسلها لمحاولة تكريس احتلاله، والمصحوبة بسيل من التهديد والوعيد، تفسر لهاث أردوغان المحموم لعرقلة تقدم الجيش في حربه على الإرهاب، وبالتالي منع انهيار التنظيمات الإرهابية في إدلب، والحيلولة دون القضاء عليهم، وتخليص المحافظة من رجسهم.
أردوغان يستميت لأجل إدلب لأنها ورقته الأخيرة، وتحريرها يعني هزيمة مدوية لمشروعه التوسعي، التي سبق وتجرعها سابقاً في حلب، وهي في الوقت ذاته ستمهد لطرده ومرتزقته من عفرين والجزيرة السورية، ولكن رغم كل التهويل والتحشيد، هو عاجز عن تنفيذ مغامرته العسكرية بشن عدوان مباشر على الجيش العربي السوري، لأنه سيكون بمواجهة غير مباشرة مع حلفاء الجيش في الميدان، وهو أحوج ما يكون إلى الجانب الروسي، أو الإيراني لإنزاله عن رأس الشجرة قبل أن يغرق أكثر في وحل هزائمه، وخاصة أن إرهابييه لم ينفعوه في تكريس نفوذه واحتلاله في منطقة (خفض التصعيد) التي يحسمها الميدان لمصلحة الجيش اليوم بعد نفاد عشرات المهل والفرص، لم يستغلها أردوغان لتنفيذ التزاماته بموجب (سوتشي).
معركة إدلب تكشف اليوم أن النظام التركي لم يكن في وارده على الإطلاق تنفيذ أي بند من مخرجات (آستنة وسوتشي)، وأن مشاركته كضامن للإرهابيين كانت فقط بهدف استغلال الوقت من خلال المماطلة الدائمة لتقوية شوكة إرهابييه، وتعويمهم كـ (معارضة معتدلة)، لفرضهم لاحقاً كجزء رئيسي في أي حل سياسي، والجانبان الروسي والإيراني أدركا جيداً آلاعيب أردوغان ونفاقه، حتى ضاقا ذرعاً من أكاذيبه، وبات اللجوء إلى عملية الحسم العسكري الخيار الوحيد للجيش العربي السوري وحلفائه، لقطع الطريق أمام المخططات التركية والأميركية في جعل إدلب بؤرة دائمة للإرهاب، وورقة ابتزاز تشهرها منظومة العدوان على طاولات الحل السياسي.
أردوغان المتخم بنوازع الإرهاب، قضى بسلوكه العدواني على (سوتشي) ومخرجاته، متسلحاً بالدعم الأميركي، والمراهنة على تدخل (الناتو) لانتشاله عندما يغرق في وحل هزائمه بإدلب، متجاهلاً أن مسألة التدخل الأميركي والغربي بأي حرب جديدة يشنها، سيكون لها حسابات أخرى، وسبق لأميركا وذراعها الأطلسي أن خذلت دميتها أردوغان، فهل يعيد حساباته هو الآخر؟.

ناصر منذر
التاريخ: الخميس 13-2-2020
الرقم: 17192

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يلتقي بوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل درعا: مطالبات شعبية بمحاسبة المسيئين للنبي والمحافظة على السلم الأهلي "مياه دمشق وريفها".. بحث التعاون مع منظمة الرؤيا العالمية حمص.. الوقوف على احتياجات مشاريع المياه  دمشق.. تكريم ورحلة ترفيهية لكوادر مؤسسة المياه تعزيز أداء وكفاءة الشركات التابعة لوزارة الإسكان درعا.. إنارة طريق الكراج الشرفي حتى دوار الدلّة "اللاذقية" 1450 سلة غذائية في أسبوع أهال من درعا ينددون بالعدوان الإسرائيلي على دمشق ‏الحوكمة والاستقلالية المؤسسية في لقاء ثنائي لـ "الجهاز المركزي" و"البنك الدولي" المستشار التنفيذي الخيمي يدعو لإنشاء أحزمة سلام اقتصادية على المعابر وزير المالية: محادثاتنا في واشنطن أسفرت عن نتائج مهمة وزارة الرياضة والشباب تطوي قرارات إنهاء العقود والإجازات المأجورة لعامليها طموحاتٌ إيران الإمبريالية التي أُفشلت في سوريا تكشفها وثائق السفارة السرية خبير اقتصادي لـ"الثورة": إعادة الحقوق لأصحابها يعالج أوضاع الشركات الصناعية عمال حلب يأملون إعادة إعمار المعامل المتضررة مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج