يوم جديد يسجل للانتصارات في مدينة حلب وريفها، لتشعل من جديد سماءها بأكاليل الغار، وصوت أهازيج أبنائها الذين لم يعرفوا يوما معنى اليأس يعلن انتصار حلب، نعم تنتصر حلب على الإرهاب بصمود شعبها وتلاحمه مع الجيش العربي السوري والتفافه حول قيادته الحكيمة، ويؤكدون للعالم جميعه، إن كان للباطل والإرهاب جولة فإن للحق والنصر جولات وجولات تحصدها بطولات وتضحيات ودماء زكية أريقت على تراب الوطن الأغلى.
نعم لم تعد ليالي الشمال حزينة، بل هي على موعد مع تحريرها ودق آخر مسمار في نعش كل من تسول له نفسه أن يعيث فيها الخراب والدمار، وهذا التتويج بالنصر الكبير لحلب الذي دام التحضير له سنوات من الكفاح والنضال للجيش العربي السوري وحلفائه جاء ليطوي صفحات من الإرهاب والدمار ويقض مضجع الإرهابيين وداعميهم من المرتزقة والقتلة وسافكي دماء الشعوب على غير وجه حق.
اليوم تحتفل حلب بانتصارها على الإرهاب وأنها مدينة آمنة ومطمئنة برعاية الله ورجال الله في الميدان ووعد قائدها لتعود شامخة صامدة كقلعتها الشاهدة على ملاحم سطرها أبناؤها بصمودهم، ولتشرق شمس سورية ساطعة من الشمال والتوقيت «حلب تنتصر» ولتؤكد من جديد نبوءة المتنبي في بيته الشهير:
حلب للوارد جنة عدن
وهي للغادرين نار سعير
وليست المرة الأولى التي تقف مدينة حلب في وجه الغزاة، فالتاريخ يسجل في سفره أنها لطالما كانت قبلة للطامعين، ولكنها لم تكن يوما لتستسلم أو تخضع أو تهن عزيمتها، ومن زار حلب فلابد أن يستمع إلى حكايات البطولة والصمود والتضحية المكتوبة بحبر القلوب ودم الشهداء المعتق بالحرية والعزيمة والإصرار على النصر.
مبارك لحلب الانتصار، وطوبى لدماء الشهداء الأبرار التي أزهرت نصرا وفخرا ليس لحلب وحدها، بل لسورية جميعها، وبوركت سواعد أبطال رجال جيشنا الباسل المقدام.
زينوا حلب، فالعرس الوطني لم ينته بعد، والنصر لسورية جميعها قادم لامحالة، فاليوم حلب، وغدا اكتمال تحرير إدلب وكل شبر دنسه الإرهاب، لتتألق سوريتنا من جديد في انتصارها لثقافة الحياة والحضارة والإنسانية.
فاتن دعبول
التاريخ: الثلاثاء 18-2-2020
الرقم: 17195