لا أمل حتى اليوم باعتراف منظومة العدوان على سورية بقيادة أميركا وأدواتها المجرمة بتغيير سلوكها الإرهابي حيال سورية، لأنها نشأت على أيديولوجيا الاستعمار والفكر الظلامي القائم على الغزو والاحتلال ونهب الثروات.
فالمتابع لتحركات هذه المنظومة العدوانية ومخططاتها الجديدة، وحروبها التضليلية، وتجديد مؤامراتها، والتفافها على الاتفاقات، وتنكرها للتفاهمات، ومحاولة تدويرها للتنظيمات الإرهابية كالنصرة وداعش وإعادة إنتاجها والاستمرار بالاستثمار فيها ونقل عناصرها من منطقة لأخرى خير شاهد.
ولا نية لرؤوس العدوان على ما يبدو كي يقروا أن الإرهاب زائل لا محالة، وأن دروس التاريخ وعبره تخبرنا عن آلاف الأمثلة التي اندحر فيها الإرهاب والعدوان والغزو والاحتلال، لأن عقليتهم الاستعمارية باختصار لا تستطيع الانسجام مع عالم آمن ومستقر تسوده العدالة وحقوق الإنسان، بل العيش في غابة يأكل القوي فيها الضعيف ويسلب حقوقه وأرضه ويدوس على كرامته.
لكن ما لا تدركه منظومة الإرهاب الأميركية التركية الأطلسية الإسرائيلية الأعرابية أن الشعوب الحية هي التي ستنتصر في النهاية لأنها صاحبة حق، ولأن لديها الشجاعة والقوة كي تحافظ على هذا الحق، ولأن القوانين والقرارات الأممية تصب في مصلحتها.
وما لا يدركه أصحاب الرؤوس الصهيونية الحامية في كل مفاصل هذه المنظومة الإرهابية أيضاً أنهم حتى وإن استمروا بتجنيد كل إمكانياتهم المالية والتسليحية، وحتى وإن ارتفعت أصواتهم التضليلية ووصلت إلى عنان السماء لحشد المزيد من الرعاية لتنظيماتهم المتطرفة، وحتى لو تفرغت كل ماكيناتهم الإعلامية لفبركة مسلسلات التضليل الكيماوي والإنساني، فإن الخيبة والخذلان بانتظارهم، وما يجري اليوم في حلب وإدلب والشمال السوري أكبر عبرة ودرس فهل يتعظوا؟!.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 19 – 2 – 2020
رقم العدد : 17196