ثورة أون لاين – غصون سليمان:
نصيحة للنساء.. لا تعاملن أزواجكن بعيون الأمهات…
عناوين تشدك إليها وتفتح أمامك مسارا من التساؤلات..كأن يخاطب أحد ما وهو يقدم نصيحة للمرأة ،تستطيعين لعب دور الأم في ثلاث حالات(المرض، الغضب، القلق)لا تقبلي أن تكوني اما لشريكك، يمكنك أن تكوني لشريكك الصديقة ،الحبيبة،المؤتمنة على أسراره،النصيرة والمواسية له ،أما أن تكوني أمه فلا،لقد أصبح ناضجا ولم يعد بحاجة إلى رقيب.
في كتابها رجال تحت رحمة النساء وفكرة تطوير الذات الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب تشير الدكتورة نعيمة حسن في إرشادات توعوية ونظرة ناضجة للعلاقات الاجتماعية والعاطفية والإنسانية، إلى أن شريك الحياة شخص مستقل راشد،ويمكنه تدبير شؤون حياته بنفسه،وقد اختار قضاءها مع الأنثى التي أحبها،وإذا كان هذا الأمر جيد بالنسبة اليك،فإنه بالتالي لم يعد بحاجة إلى أي شخص يخبره كيف يدبر أموره ،لذلك يحذر على المرأة أن تقول لشريك حياتها على سبيل المثال لا الحصر(اخلع حذاء ك المتسخ بالطين قبل دخولك إلى هنا)، أو (إنك لم تأكل جيدا،أكمل طبق الخضراوات الخاص بك على الأقل، ينبغي عليك الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية) .وغيرها من عبارات.وبالتالي فكل تلك القرارات والأعمال الآنفة الذكر يستطيع شريك الحياة اتخاذها بنفسه. وهنا لا يعني ألا تعبر الأنثى عن رأيها وإنما يجب الابتعاد عن صيغة الأمر بما ينبغي عليه فعله،فقط اعطيه مجرد رأي ،لذا على المرأة أن تعبر عن رأيها كوجهة نظر وليس كأمر،.
وتوضح الدكتورة حسن أنه في حال تصرفت الزوجة وكأنها أم لشريك الحياة فسوف يستجيب بإحدى طريقتين الأولى:أن يستجيب كطفل بحيث يفعل ما تأمر به الزوجة بكل وداعة ،ويسمح لها بأن تصبح أمه،وعندما تحتاج هذه الأنثى لشخص يهتم ويعاني بها فلن تجد أنه هو الشخص المناسب لتلك المهمة ،لذا سيتوقع منك أيتها الأنثى أن تحلي له مشكلاته نيابة عنه ،وهو الأمر الذي لن تستطيعين فعله على الدوام،لذا سيشعر كلاكما بالإحباط وخيبة الأمل. وهذه ليست بالوصفة المناسبة لعلاقة سعيدة.
أما الطريقة الثانية فهي أن يتصرف الشريك كمراهق متمرد، يقاوم بكل ما أوتي من قوة محاولاتك لأن تكوني رقيبة على تصرفاته، وسوف يلجأ إلى الشجار والصراع من أجل التعبير عن استيائه ورفضه واذا ما أردت أن تكوني رقيبة على أحد فلتنجبي أطفالا وهذا هو الحل الوحيد الذي يحل تلك المشكلة وان وجدت لديك ميولا شديدة لنصحه وجعله يفعل الأشياء بطريقتك فحولي ذلك إلى فكاهة .
يسمح لك كأنثى وشريكة حياة للزوج أن تلعبي دور الأم في ثلاث حالات، أولها في مرضه إذ عليك أن تعتني به وكأنك أمه ،قدمي له الدواء والطعام المناسب وساعديه على الاستحمام .
ثانيا اذا كان الشريك في حالة غضب التزمي الصمت ودعيه يتكلم ثم أخرجي من المكان كي يهدأ لفترة بسيطة من الوقت بعدها تقربي منه مع تقديم بعض الشراب البارد وامنحيه قبلة على رأسه ، ولا تعتذري إن كان هو المخطئ بل الافضل هو النقاش معه في الموضوع عبر الابتعاد عن اسلوب اللوم والاستماع له إلى النهاية .وفي حالة قلق الشريك يسمح للأنثى لعب دور الأم ايضا بحيث لا يسأل مباشرة ما الذي يقلقه بل يجب احتضانه مع مسحة هادئة على رأسه وإحساسه بالأمان هو أهم عندك كأنثى من معرفة الشيء الذي يقلقه . بعدها تستطيعين لعب دور الصديقة في التقرب منه والسؤال عما يقلقه بعد أن يرتاح تماما بأسلوب غير منفر كأن تقولي له(هل تحب أن تخبرني عن الشيء الذي يقلقك أو تخبرني في وقت آخر ؟ . اعلم ان هناك شيئا قد سبب لك القلق لكني مستعدة لسماعك إن أحببت .
نعمة الإنصات
وتنصح الدكتورة حسن بعدم الإصرار على شيء في هذه الحالة بل الإنصات في حال تكلم الزوج وعدم مقاطعته ،وإذا لم يتكلم فلا تظنين أنه لا يأتمنك على سره ، أو لا يريد أن يشاركك همه وإنما عليك النظر لكتمانه أو سبب قلقه بشكل إيجابي ،فربما لا يريد أن يزيد همك أو أن يقلقك عليه وقد لا يريد تحميلك همومه أو أن بوحه لك بأسباب قلقه لن يقدم أو يتأخر في حل مشكلة القلق لديه فيرى من وجهة نظره أن البوح لا فائدة ترجى منه .فعليك هنا أن تسامحيه وتخففي عنه بكلمات مريحة لقلبك، بل كلمات داعمة مثل (انا أثق انك ستتعدى هذه المحنة، أنت قادر على أن تجعل من هذه المحنة قوة تضيفها إلى رصيد قوتك ، سنعيش أنا وأنت هذه الأيام سوية براحة بال ما أمكن .
يجب بعث الأمل في نفسه وروحه في محاولة لإخراجه من حالة القلق ،محذرة بعدم الضغط على الزوج كثيرا للخروج من الحالة ، فإن شعرت بأنه لا يريد أن تكملي حديثك ، انسحبي و دعيه حتى يأتي إليك ويجالسك ويكون قد تعدى الأزمة .
ودعت الدكتورة حسن الأنثى بألاّ تبالغ في لعب دور الأم. لأن الزوج سيعتمد عليها في كل شئ مثل الطفل حتى في مشاعر الحب ، طالما تعوّد أن يحصل على الحب منك من دون أن يحس بضرورة أن يبارك هذا الحب ، وستكون هذه مسؤوليتك كأنثى على الدوام فإن احتجت دعمه يوما فلن تجديه .
بعض الأساليب
وتلفت الدكتورة حسن في هذا الإطار إلى مجموعة من الأساليب التي يجب على المرأة أن تتبعها مع الشريك حين تلعب دور الأم . كأن تساعده في أمور سهلة يمكنه القيام بها مثل اختيار ملابسه ، تصفيف شعره ، التقاط الأشياء المبعثرة ، وإذا كانت المرأة تتبع اسلوب التخمين بالكلمات لالتقاط المعلومات من فم الزوج فتقول له كما تقول الأم لطفلها “أراك يا حبيبي جائعا أليس كذلك ما رأيك في قليل من الحساء حتى انتهي من إعداد الطعام”؟؟.
وفي حال اعتقاد المرأة أن الرجل كثير النسيان من واجبها أن تذكره دائما فتقول له ( حبيبي لا تنسى أن تمر على امك ) وإذا كانت الرغبة في التسلط على الشريك في بعض الأمور، تماما مثلما تفعل الأمهات مع أبنائهن فتقولين له لقد قلت لك أكثر من مرة ألا تنسى أن تطفئ الأنوار جميعها قبل الحضور إلى الفراش ، او ألا ترى أن الجو بارد لا تخرج هذه الليلة ؟؟ هذا الاسلوب من المعاملة وان كانت تجني منه بعض الثمرات إلا أن له سلبيات عدة تؤثر في علاقتك بشريكك اذا بالغت كثيرا فيها.. منها تمرده عليك دائما للحصول على الاستقلالية وسيرغب بالتسلط كما يفعل المراهق _ احساسه بالعجز لأنه يعتمد في كل شيء عليك وينتظر منك التصرف في كل الأمور . توقفي عن أداء الأمور التي يجب على زوجك أن يقوم بها وهذا لا يعني بالطبع عزوفك عن القيام بواجباتك المنزلية كشريكة له ولا تتحدثي إلى شريكك بطريقة الأم لابنها والمقصود هو التوقف عن عتابه أو التسلط عليه . وإنما تعاملي معه من منطلق الاحساس بالنضج والوعي ، وان تكوني يقظة لتصرفاتك معه منذ البداية فأنت من يحدد كيف ستكون علاقتك به ؟هل تتمنينها علاقة شريك بشريكه،أو علاقة أم بابنها ،ثم عليك تحمل نتيجة ما سوف تقررين، لأنه سينعكس على كل حياتك فيما بعد