هذه هي حلب

 

حلب التي تعيش أفراح الانتصار على الإرهاب، هي في قلب كل سوري، وتحريرها انتصار كبير سيخلّده التاريخ، وسيسهم في تسريع دوران العجلة الاقتصادية مع مرحلة إعادة الإعمار، هذا الانتصار يحق لنا أن نفخر به، وهو يحمل الكثير من الرسائل والمعاني، اقتصادية وسياسية واجتماعية، ولكن الأهم من ذلك ما شاهدناه في حلب، من بسمة على وجوه أهالينا الذين يعيشون السعادة المطلقة والافتخار بجيشهم وقيادتهم وانتمائهم لهذه الأرض، يحق لنا أيضاً أن نقول لدينا قاعدة في الجيش العربي السوري تقول بتحرير كامل الأرض ليس فقط حلب، هناك ما بعد حلب.. هناك إدلب وهناك المنطقة الشرقية بالكامل.
وانتصار حلب هو استكمال لانتصار الحق على الباطل، والنور على الظلام، فدماء شهدائنا وتضحيات جرحانا وصمود أهلنا أزهرت نصراً مؤزراً أفرح قلوب كل أبناء سورية، وهو فوق كل ذلك أسقط كل أطماع النظام الأردوغاني الصهيوني، فحلب التي نتحدث عنها ليست فقط مدينة بأهمية سياسية وجغرافية واجتماعية، بل لها أهمية اقتصادية، وعودة الحياة الاقتصادية لها لا تكتمل إلا بعودة كل مفاصل الحياة التي تبدأ من عودة العمل الخدمي والاقتصادي وعملية إعادة البناء التي تتطلب فتح الشرايين الحيوية، الأمر الذي سيساهم في عودة كل المعامل التي كانت تشتهر بها المحافظة.
فحلب هي عين سورية، وجزءٌ عزيزٌ من الوطن شأنها شأن العاصمة دمشق، وكما قال الرئيس المؤسس حافظ الأسد بأن التفريط في شبر من الأرض يمنح الحق لحارسي الشخصي بإطلاق النار علي، لأن من يفرط بالجزء يفرط بالكل. وهذه هي سياسة السيد الرئيس بشار الأسد الذي لم ولن يسمح بفصل ورقة على غصن من شجرة سورية، فكيف بعاصمتها الثانية، فقفز فوق كل هذه التهديدات والتحديات والألغام الدولية والإنسانية والمذهبية التي وضعها الأعداء على طريق تحرير حلب، واتخذ القرار بالتحرير ودحر الإرهاب وكان له ما أراد وها هو الفرع يعود إلى الأصل كما سيكون مصير باقي الأجزاء العزيزة من سورية.
نعم حلب انتصرت، وشريان الحياة الاقتصادية السورية ستدور عجلته بشكل كبير، وأوضاع سورية الاقتصادية ستتحسن كثيراً، والنازحون سيتدفقون للعودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا وهجروا منها بفعل إرهاب الجماعات المتطرفة… وسيسجل التاريخ بأن سورية انتصرت على أعتى هجمة إرهابية في التاريخ، أكثر من 80 دولة شاركت في الحرب العدوانية على سورية، في مقدمتها أميركا والعديد من المشيخات الخليجية ودول الاستعمار الأوروبي الغربي وإسرائيل والعثماني التركي، وسورية بفضل صلابة قيادتها وصمود شعبها والتفاف جيشها حول قيادتها استطاعت أن تحطم هذه الحرب غير المسبوقة.. نعم مشروع محور المقاومة في المنطقة يتقدم ويفرض حضوره ووجوده في الجيوجغرافيا السياسية في المنطقة… ونصر حلب سيشكل مقدمة للمزيد من الانتصارات في دحر قوى الإرهاب ومشغليه.
إسماعيل جرادات
asmaeel001@yahoo.com

 

 

التاريخ: الأثنين 24 – 2 – 2020
رقم العدد : 17201

 

آخر الأخبار
الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً