ردم الهــــــــــوّة

لايخفى على من يرتاد المراكز الثقافية هذا الحضور المتواضع للجمهور في غير نشاط ثقافي، حتى لايكاد يتجاوز في عدده أصابع اليد الواحدة، في الوقت الذي تزدحم فيه المقاهي وأماكن التسلية واللهو التي تفوقت في استقطاب جمهورها من الشباب في غالبيتهم وأيضا ممن انتهت سنوات خدمته العملية في مؤسسة أو وزارة حكومية كانت أو في القطاع الخاص.
فهل حقا تمتلك هذه الأماكن مقومات جذب للجمهور، لم يستطع قطاع الثقافة أن يوفرها لتكون محط أنظار شرائح المجتمع ولو في جزء منها، أم أن الناس ملت تلك الطريقة الخشبية في عرض منتجها على الناس دون أن تلامس همومهم وقضاياهم والدخول إلى عالمهم من بابه الواسع لطرح مايعانون منه على مائدتهم وتقديم مايثلج صدورهم ومشاركتهم آلامهم كما آمالهم واحتضانها بعين المسؤولية الواعية التي تفضي إلى بر الأمان؟.
نحن ندرك جميعا ودون أدنى شك الدور الذي تضطلع به هذه الدور الثقافية في دعم الحراك الثقافي وخلق جيل واع يؤمن بقضايا وطنه وتطوير مجتمعه، ولكن أنى لها ذلك وقد هجرها الرواد إلا قليلا، وكيف يمكن أن نعيد بناء تلك الجسور بين المثقف والمتلقي على اختلاف شرائحه وتوجهه؟
ثمة مايلفت الاهتمام في ذوق الجمهور المتلقي، فليس بعيدا تلك الحشود التي تجمعت في واحد من المراكز الثقافية العريقة حتى ضاق بهم المكان فكان عدد الوقوف يكاد يوازي عدد مقاعد الصالة لحضور أمسية غنائية تراثية أحيتها فرقة نسائية، وكأنها رسالة إلى المعنيين جميعا أن الفن ينتصر، ولم أستطع أن أسجل يومها، هل هواستمتاع حقا، أم أنه الهروب إلى عالم المتعة بعيدا عما يمكن أن يزيد من ثقل الحياة وأعبائها؟
ولكن مهما يكن الأمر، يبقى المتلقي هو البوصلة الحقيقية للأجندة الثقافية، وعلى المعنيين بالشأن الثقافي محاولة ردم الهوة وبناء جسر بين المواطن ومنابره الثقافية في مواكبة اهتماماته وتسليط الضوء على قضايا الشأن الحياتي بعين المتبصر والنقد البناء لتكون الثقافة بحق منارة المجتمع والمواطن الواعي على دروب الحضارة والتطور.

فاتن دعبول
التاريخ: الثلاثاء 25-2-2020
الرقم: 17202

آخر الأخبار
الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض