يشكل قطاع النقل السككي رافعة أساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي، وهو عامل أساسي في تأمين انتقال الركاب والبضائع والحبوب، كما أنه عامل مهم في استغلال الموارد الطبيعية والمشتقات النفطية وربط مناطق الإنتاج بمناطق الاستهلاك ونقل المواد الخام وغيرها من مناطق الاستثمار وإليها، إضافة لتشغيل الأيدي العاملة وتوفير فرص العمل لشريحة كبيرة من السكان سواء أكان ذلك في مجال النقل ذاته أم في مجالات أخرى ترتبط به أو تتأثر بتطوره.
للنقل السككي دور كبير في خفض تكاليف نقل أي منتج كونه قادراً على نقل وشحن كميات كبيرة من البضائع والسلع، واختصار عامل المسافة والبعد والتقليل من نسبة الحوادث المرورية وتقليل الإصابات والخسائر المادية الناتجة عنها، ناهيك عن كونه أقل ضرراً وتلويثاً للبيئة من الوسائل الأخرى وأخف ازدحاماً، عدا عن مروره بأماكن توطين الصناعات والمشاريع في الأماكن ذات الجدوى الاقتصادية وتوسيع السوق الأمر الذي يوفر للاقتصاد الوطني فوائد كبيرة تتمثل في خفض نفقات الإنتاج والنقل والتوزيع، كما يساهم في استغلال الموارد الطبيعية والبشرية وزيادة الإنتاج وانتقال السلع واليد العاملة، الأمر الذي يتطلب إصدار التشريعات والقوانين الخاصة والكفيلة بتطوير قطاع النقل السككي ومواكبة المتغيرات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية وتلبية متطلبات إعادة الإعمار وتحسين جودة الخدمات المقدمة للزبائن وإنعاش هذا الشريان الحيوي وتنفيذ الخطط والمشاريع واستثمار العقارات بالشكل الأمثل.
لا يستطيع أحد أن ينكر حجم الاستهداف الممنهج الذي تعرضت له الخطوط الحديدية في سورية منذ عام 2011 من قبل الأرهابيين الأمر الذي أدى إلى خروج منظومة الخطوط الحديدية من الخدمة حيث قدرت الأضرار جراء الإرهاب بنحو 5ر1 مليار دولار وقد شكلت الأضرار بمحافظة حلب ما نسبته 55 بالمئة من قيمة هذه الأضرار.
خلاصة القول إن النقل السككي هو صلة وصل بين كل المحافظات، وعقدة الربط الأساسية بين المدن الصناعية والمرافئ والمناطق الاقتصادية، انطلاقاً من ذلك تأتي الأهمية الكبيرة لإعادة تأهيلها وخاصة تأهيل وصيانة وإصلاح خط السكة الحديدية من حلب إلى دمشق مروراً بحمص وحماة والمتضرر جراء الإرهاب تمهيداً لوضعه بالخدمة خلال شهر أيار القادم.
بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 26-2-2020
الرقم: 17203