كورونا الفيروس الذي ذاع صيته أدخل الرعب في غير مكان بالعالم وأخذ من الإعلام مأخذه، إذ موطنه الأصلي مدينة ووهان الصينية ويعود اسمه إلى الكلمة اليونانية التي تعني التاج لأن شكل الفيروس تحت الميكروسكوب يظهر بتلك الصورة.
ولشيوع الحديث عن هذا الفيروس وما سببه من رعب وتساؤلات كان لابد من الدعوة لإقامة ندوة علمية لشرح مخاطره والوقاية منه أقامها إقليم سورية لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مجمع يافا الطبي بدمشق وقدمتها كل من الدكتورة نوار برادعي اختصاصية أمراض صدر والدكتورة إيمان حسن اختصاصية مخبرية.
البداية كانت مع الدكتورة برادعي التي أكدت على خلو الجمهورية العربية السورية من هذا الفيروس وأن هناك مبالغة في الشائعات عنه والذي يصيب الجهاز التنفسي وتبدأ أعراضه بالسعال، وهذا الفيروس غير معروف مسبقا في عائلة كورونا ولم يكن معهودا سابقاً. الكثير أعاد علاقته بسوق حيوانية وبحرية أي أنه في الحيوانات ثم انتقل للبشر ،وتوضح الدكتورة برادعي على أنه قد سبق أن انتشرت عدة نسخ من الفيروس الذي ينتمي إلى العائلة نفسها منذ العام 1960 و2003 باسم السارس وعام 2016 في السعودية حملت اسم فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية والتي خلص العلماء بأن مصدر الفيروس قد يكون الخفاش أو الإبل.
وهذا الفيروس قد يتحول ويصبح جائحة يجتهد العلماء والأطباء لحصاره وإنتاج الأدوية لعلاجه، وله عدة أنماط سببت العديد من الوفيات والإصابات لأن انتشاره سريع، لكن الجهود متسارعة للسيطرة عليه.
أسباب انتشاره بين البشر
وتبين الدكتورة برادعي أنّ التماس المباشر مع المريض له دور كبير في نقل العدوى ،بحيث تنتشر القطيرات التنفسية على الأسطح الجافة عبر السعال والعطاس ،وللعلم يجب معرفة فترة حضانة هذا الفيروس تبدأ من لحظة الإصابة إلى اليوم الرابع عشر وتبدأ من الأعراض الخفيفة إلى الشديدة والوفاة (حمى، صداع، قشعريرة، صعوبة بالتنفس، اسهالات، عسرة تنفسية، أعراض هضمية إلى ذوات رئة قصور كلوي…)
وتشير الدكتورة برادعي إلى أن الأشخاص الأكثر خطورة لتطور المرض هم كبار السن والمصابون بأمراض مرافقة مثل الربو والسكري.. وهذا لا ينفي أن هناك أشخاصاً أصحاء مصابون .
التشخيص المخبري
بدورها الدكتورة إيمان حسن أكدت على ضرورة الاهتمام الجدي من قبل العاملين في مجال الرعاية الصحية وخاصة ممن يتولون أخذ العينات ،ارتداء معدات الحماية الشخصية وأن يكونوا مدربين جيدا على الممارسات والإجراءات الضرورية لإزالة التلوث الناتج عن تسرب العينات مع أهمية التعقيم والتطهير.
وعن كشف الفيروس مخبرياً أوضحت حسن أن هناك عدة طرق منها عزل الفيروس بالمزارع الخلوية وطريقة كشف الأضداد بتقنيات التألق المناعي والثالثة هي مرحلة pcr rtلكشف الحمض النووي للفيروس.
وفي نهاية الندوة أجابت كل من المحاضرتين على تساؤلات الحضور، حيث نوهتا إلى عدم الهلع والخوف فهو فيروس كغيره سيحاصره العلماء والأطباء كما حاصروا غيره من الفيروسات السابقة ، على أن يلتزم الجمهور بالتحذيرات والشروط الصحية التي أعلنتها وزارة الصحة وأهمها غسل اليدين بالماء والصابون دائما واستخدام المحارم الورقية كلما كان هناك عطس والتعاون بين مديريات الصحة ووزارة التربية في حال كانت هناك حالات كريب للطلاب بحيث يتغيب عن المدرسة ويتناول الدواء الموصوف من الطبيب ،أما مايتعلق بأنها حرب بيولوجية فكل الأمور مطروحة لكنها برأي الدكتورة ايمان هي جائحة ككل السابقات ولربما الظروف الجوية قد تقضي عليها.
واختتم الندوة الدكتور عاطف إبراهيم مدير عام الإقليم بضرورة توخي الحذر وعدم الهلع والخوف والالتزام بالشروط الصحية وأن درهم وقاية خير من قنطار علاج.
يحيى موسى الشهابي
التاريخ: الجمعة 28-2-2020
الرقم: 17205