يُعدّ الهاتف المحمول وسيلة تواصل حملت الكثير من الإيجابيات واختصرت الوقت والجهد في التعامل بين الناس، وحملت أيضاً جوانب سلبية لها آثارها الاجتماعية على عدة مستويات.
إمكانية تصفح الانترنت واستخدامه للإطلاع على الأخبار والمواقع ، إضافة للتواصل مع الأصدقاء والزملاء ،جعل من الهاتف المحمول رفيقاً دائماً للأشخاص على مدار الساعة ،وهو ما أثّر سلباً على العلاقات الأسرية.
المدرس حسن بكر: أوضح أن الاستخدام المبالغ فيه للهاتف الجوال يؤثّر على التحصيل العلمي للطلاب ، كونهم يقضون وقتاً في تصفّح المواقع والتواصل مع الآخرين على حساب وقت الدراسة ،إضافة إلى إمكانية تصفّح المراهقين لصفحات أو مواقع لا تُناسِب أعمارهم ،وذلك دون وجود رقابة من الأهل.
بدورها بيّنت لما سعيد موظفة أن هناك بعض الجوانب السلبية حين يغرق البعض بطريقة استخدام هذه الوسيلة العصرية،بعدما اجتاحت ظاهرة الادمان فئة الشباب بشكل خاص ،وينصب اهتمام الشخص على الهاتف المحمول ، وبالتالي لم يعد يعنيه التركيز لحديث أفراد الأسرة ، مؤكدة أنّ جيلنا اعتاد على الهاتف المحمول فيما زمن الآباء يرى أن ذلك حالة سلبية ومستفزة.
المهندس جمال أحمد اعتبر استخدامه للهاتف المحمول مضيعة للوقت في بعض الأحيان وبدلاً من خروج أفراد الأسرة في زيارة عائلية و قضاء الوقت بتبادل الأحاديث ، فإن الهاتف المحمول يتسبّب ببرود في المشاعر بين الآباء والأبناء وبين الأزواج ، وهو يشبه تناول الخضار البلاستيكية التي لاوجود للنكهة أو الروح الطبيعية فيها.
رولا شدود التي تعمل في مجال الترجمة أشارت إلى أن للهاتف المحمول فوائد كوسيلة للتواصل والتعارف ، لكن سلبياته أكثر حيث لا نعرف مشاكل بعضنا ويُبعد الشخص عن الوسط العائلي ، فنكون مع بعضنا في المنزل وكأننا لسنا معاً ،إذ يعيش المرء بعالم بعيد عن الواقع.
إنعام الحسين ربة منزل نوهت بإيجابيات استخدام الهاتف المحمول أكثر من السلبيات ، لكن بعض الآثار تكون خطيرة على المستوى الاجتماعي ، وتحدثت عن تجربة لإحدى صديقاتها التي كانت تستخدم الهاتف على مدار الساعة وهو ما أثار شكوك زوجها حول الأشخاص الذين تتواصل معهم وطبيعة المحادثات التي تجريها ، وكاد الأمر يصل إلى الطلاق بين الزوجين.
من جانبها أكدت الأخصائية الاجتماعية نور سالم أن للهاتف المحمول تأثيراً سلبياً على العلاقات الاجتماعية والروابط بين الزوجين ، فالشبكات الاجتماعية توفر التواصل الفوري وهو ما قد يتسبب بالإدمان ، مضيفةً تشير الإحصائيات إلى أن المرأة أكثر إدماناً على الهواتف الذكية ،حيث تبلغ نسبة الإناث المدمنات على الهاتف حوالي 70 بالمئة، إذ أن الشبكات الاجتماعية يمكن أن تجعل الناس يقتنعون بمثالية العلاقات الافتراضية، وبالتالي بذل طاقة خاصة في علاقات عن بعد بدلاً عن الاهتمام بالشريك ،ويُصابون بالقلق حال انقطاع الشبكة وليس عند غياب الشريك،
وأضافت سالم أن الكثيرين أصبحوا مقيّدين بالهواتف يفرحون ويحزنون على شاشاتها، بعيداً عن أصدقائهم والمقربين إليهم ، فالتكنولوجيا على الرغم من أنها تُتيح التواصل بشكل دائم بالمحيط، إلا أنها قد تتسبب في انقطاع التواصل المباشر بين الأفراد.
يجمع الناس على أن الهاتف الجوال يُقدّم خدمات كثيرة على صعيد التواصل واستخدام التقنيات العصرية في استخدام الانترنت والحصول على المعلومة ،لكن التعلق الزائد بهذه الوسيلة يؤثّر بشكل سلبي على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة.
نيفين عيسى
التاريخ: الأثنين 2 – 3 – 2020
رقم العدد : 17206