استثمار متعدد الأبعاد..!

 باستثماره الوقح في قضية اللاجئين من أجل الضغط على أوروبا والعالم، واحتلاله بعض البلدات السورية في الشمال بذرائع مخالفة للقانون الدولي، ونقضه الاتفاقات الموقعة مع روسيا وإيران وتنصله من التزامات أستانا وسوتشي، إلى جانب قيامه بدعم وتدريب وتسليح الإرهابيين والقتال إلى جانبهم في جبهة إدلب، يكون رأس النظام التركي رجب أردوغان قد تجاوز كل الخطوط الحمراء التي توجب مساءلته ومحاكمته أمام المحاكم الدولية المختصة بتهمة مجرم حرب، حيث لم يترك موبقة يمكن أن ترشحه إلى لقب «أبي بلال الاسطنبولي» وذلك اقتداء بحليفيه الإرهابيين النافق أبي بكر البغدادي وأبي محمد الجولاني، فهذا السلطان الواهم أعطى دروساً لكل مجرمي العالم في كيفية « قتل القتيل والسير في جنازته»..!
فمنذ بداية الأزمة والحرب في سورية استثمر أردوغان في قضية اللاجئين وجعل منها حصان طروادة لتحصيل المكاسب من الاتحاد الأوروبي والضغط على الدولة السورية، في الوقت الذي لعب فيه الإرهابيون والمرتزقة الذين يتحالف معهم الدور الأكبر في دفع المدنيين السوريين لمغادرة قراهم وبلداتهم إما مختارين حضن وطنهم الأم سورية أو مضطرين للجوء إلى دول الجوار ومنها تركيا التي جهزت المخيمات منذ الأيام الأولى للأزمة بهدف الاستثمار بقضيتهم كأسوأ ما يكون الاستثمار السياسي.
من المعلوم أن «أبا بلال الاسطنبولي» يستخدم ورقة اللاجئين أو المهجرين السوريين باتجاهات مختلفة، فمرة يجند بعضهم لقتال أبناء بلدهم في أعماله العدوانية، ومرة يتذرع بهم للقيام باعتداءاته على السيادة السورية تحت عنوان «إعادتهم» لوطنهم، ومرة يستخدمهم في ابتزاز أوروبا للحصول على بعض المكاسب المالية، أو جر دول الناتو إلى حربه الإجرامية على سورية، لكنه لم يحقق أغراضه الدنيئة من هذا الاستخدام، حيث بات مكشوفاً للعالم ولم تعد خطاباته وتصريحاته المضللة تقنع أحداً أو تجدي نفعاً.
اليوم يجد الاسطنبولي أو الريزاوي نسبة لقريته نفسه مضطراً لتجرع الكأس المرة التي أراد أن يسقيها للآخرين فالمرتزقة والإرهابيون الذين سيندحرون على جبهة إدلب سيعودون إلى حضن أبي بلال، فإما يطلقهم نحو أوروبا وإما يتحولون إلى أفخاخ وألغام ينفجرون بين يديه عند كل استحقاق شأنهم شأن القاعدة التي انقلبت على أميركا بعد تحالف وتقاطع مصالح.

عبد الحليم سعود
التاريخ: الاثنين 9-3-2020
الرقم: 17212

آخر الأخبار
سوريا تشارك في "القمة العالمية للصناعة" بالرياض  حفرة غامضة في درعا تشعل شائعات الذهب.. مديرية الآثار تحسم الجدل وتوضّح الحقيقة داء السكر .. في محاضرة توعوية  استراتيجية المركزي 2026–2030.. بناء قطاع مالي أكثر توازناً وفاعلية سوريا ولبنان.. من الوصاية والهيمنة إلى التنسيق والندية انتشار أمني واجتماع طارئ.. إجراءات في حمص لاحتواء التوترات بعد جريمة زيدل سوريا الجديدة في مرآة الهواجس الأمنية الإسرائيلية من أماكن مغلقة إلى مؤسسات إصلاحية.. معاهد الأحداث تعود إلى الخدمة برؤية جديدة الطاقة الشمسية خارج الرقابة.. الجودة غير مضمونة والأسعار متفاوتة خريطة الترميم المدرسي في سوريا.. 908 مدارس جاهزة وألف أخرى قيد الإنجاز دمشق تستضيف اجتماع لجنة النقل في "الإسكوا" لأول مرة منذ أكثر من 15 عاماً سوق السيولة.. خطوة تدعم الاستقرار النقدي وزارة التربية تحدد مواعيد التسجيل لامتحانات الشهادات العامة لدورة 2026 عودة اللاجئين.. استراتيجية حكومية تعيد بناء الثقة مع الدولة سوريا والتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية... مسار لا رجعة عنه إعادة تفعيل البعثة السورية لدى منظمة حظر الأسلحة..السفير كتوب لـ"الثورة": دمشق تستعيد زمام المبادرة ... رئيس الأركان الفرنسي يؤكد ضرورة الاستعداد للحرب لبنان وسوريا يتجهان نحو تعاون قضائي مشترك تفعيل البعثة الدائمة.. كيف تطوي سوريا صفحة "الرعب" ومحاسبة مجرمي "الكيميائي"؟ الأردن يعزز التنسيق مع سوريا لمواجهة تحديات إقليمية