واشنطن بلا أقنعة…!

 بعد انتشاره في نحو 160 دولة وتصنيفه كوباء عالمي من قبل منظمة الصحة العالمية، يمكن القول إن فيروس كورونا المستجد (COVID-19) بات خطراً يهدد البشرية جمعاء، إذ لا يميز بين دول الشمال الغنية أو الجنوب الفقيرة، وبعيداً عن الجهة المتسببة بانتشاره واستثمارها فيه لأغراض سياسية أو اقتصادية، فقد بات من الضروري جداً أن يتحرك العالم مجتمعاً لمواجهة هذا الخطر الداهم، لأن أي تهاون في المواجهة أو أي محاولة لتسييس هذه المسألة ستترك آثاراً كارثية على مستقبل البشرية وأجيالها القادمة.
في القراءة الأولية لردود الأفعال المرصودة مؤخراً تبدو إدارة ترامب غير معنية بمواجهة الوباء بصورة جماعية مع باقي دول العالم، بل إن جلّ ما ذهب إليه ترامب في مؤتمراته الصحفية الاستفزازية هو التركيز على تسمية الفايروس بـ «الصيني»، وكأن الوباء يمكن أن يكون مختصاً بعرق أو ديانة أو قومية، ما قدّم صورة حقيقية عن العقلية العنصرية الأميركية، وهي صورة مناقضة للصورة التي ظهرت عليها الصين، إذ لم تكد تتعافى من محنتها حتى سارعت لمساعدة دول الغرب بكل ما توصلت إليه من خبرات ميدانية، وآخر الأخبار القادمة منها إرسال قطار محمل بـ110 آلاف كمامة طبية، ومئات البدلات الواقية، والمستلزمات الطبية الأخرى، لمكافحة انتشار الفيروس في إسبانيا، وقد سبق لها أن سلكت نفس الطريق مع إيطاليا المنكوبة.
أما واشنطن التي تتبجح بالإنسانية ليل نهار فقد سقطت كل أقنعة الإنسانية المزيفة عن وجهها في السنوات الماضية، وظهرت حقيقتها البشعة بكل وضوح لدى تعاطيها مع ما يجري في سورية وليبيا واليمن والعراق وفلسطين وإيران..إلخ، حيث شكّل دعم الإرهاب وتقديم السلاح للإرهابيين جوهر سياستها المعلنة، غير آبهة بالكوارث التي تسببت بها، مضيفة إلى ذلك كل من العدوان العسكري والحصار الاقتصادي والابتزاز والاستثمار في معاناة شعوبها.
اليوم بات العالم بأجمعه أمام حقيقة واحدة لا لبس فيها، وهي أن واشنطن ــ ومن يتحالف معها ــ هي الفيروس الحقيقي الذي يهدد البشرية، وقد تثبت الأيام أنها سبب هذا الوباء وغيره من الأوبئة السابقة، الأمر الذي يستلزم وضع حد لطغيانها في مقابل ترك المجال أمام قوى الخير كي تقود العالم نحو برّ الأمان والاستقرار.

عبد المنعم سعود
التاريخ: الاثنين 23-3-2020
الرقم: 17222

آخر الأخبار
ريال مدريد يفتتح موسمه بفوز صعب  فرق الدفاع المدني تواصل عمليات إزالة الأنقاض في معرة النعمان محافظ إدلب يستقبل السفير الباكستاني لبحث سبل التعاون المشترك ويزوران مدينة سراقب رياض الصيرفي لـ"الثورة": الماكينة الحكومية بدأت بإصدار قراراتها الداعمة للصناعة "نسر حجري أثري" يرى النور بفضل يقظة أهالي منبج صلاح يُهيمن على جوائز الموسم في إنكلترا شفونتيك تستعيد وصافة التصنيف العالمي الأطفال المختفون في سوريا… ملف عدالة مؤجل ومسؤولية دولية ثقيلة مبنى سياحة دمشق معروض للاستثمار السياحي بطابع تراثي  "السياحة": تحديث قطاع الضيافة وإدخاله ضمن المعايير الدولية الرقمية  فلاشينغ ميدوز (2025).. شكل جديد ومواجهات قوية ستراسبورغ الفرنسي يكتب التاريخ اهتمام تركي كبير لتعزيز العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات الساحل السوري.. السياحة في عين الاقتصاد والاستثمار مرحلة جامعية جديدة.. قرارات تلامس هموم الطلاب وتفتح أبواب العدالة تسهيلات للعبور إلى بلدهم.. "لا إذن مسبقاً" للسوريين المقيمين في تركيا مرسوم رئاسي يعفي الكهرباء من 21,5 بالمئة من الرسوم ..وزير المالية: خطوة نوعية لتعزيز تنافسية الصناعي... لقاء سوري ـ إسرائيلي في باريس.. اختبار أول لمسار علني جديد تركيب وصيانة مراكز تحويل كهربائية في القنيطرة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق… تحول لافت في مقاربة واشنطن للملف السوري