سنوات وسنوات ونحن ماضون في شوارع سوريتنا وبلداتها ومحافظاتها بلا تردد, نندم إذ نغفو قليلاً فتفوتنا مشاهد من جمال الطبيعة والمحطات المكتظة بالناس… أمسيات أدبية ومهرجانات ثقافية لاتعرف الهدوء.. إذاً أنت في سورية وطن الود والألفة والمحبة .
في سني الحرب القاسية تنطلق منها فجراً او مساء لم تقلق يوماً, رجال الحق يسوروها بسواعدهم المقدسة.. والسوريون معاً متعاضدون ومتكاتفون يضمدون الجراح ويبلسمون الآهات فكان الصمود وكان معه الانتصار العظيم .
نعم .. في الأزمات تمتحن النفوس, وتستنفر القدرات, فاليوم يعاني العالم كله من فايروس كورورنا, هذا الوباء الذي لم يفرق بين جنسية أو جغرافية أو دين بل كان في كل مكان من هذا العالم .
السوريون على اختلاف اطيافهم استطاعوا أن يحققوا انجازات واسعة في هذا الإطار, فبسرعة قياسية التزموا بيوتهم, كل يعمل من مكانه, حتى باتوا كخلية نحل في سبيل إنقاذ حياتهم وحياة عائلاتهم، وبالتالي حياة الوطن الأغلى والأسمى .
مجدداً يبرز دور الحكومة في مقارعة أي تحد من هذا النوع والحجم, ويبرز معها مجموعة القرارات الاحترازية المهمة التي اصدرتها والتي تصبّ في مصلحتنا جميعاً.
هذا الصمود في وجه الهزّات، ليس الأول ولن يكون الأخير, فهناك جهد وتضحيات وخبرات تعمل ليلاً نهاراً, صحيح أن ثمة شوائب ونفوس تحاول التخريب, تفرض ممارسات واستعراضات غير منطقية, لكننا واعون ومسؤوليتنا جميعاً أن نوضح ونجتهد ونقدم ونخفف من حجم الأزمة قدر ما نستطيع .. فهي منحتنا فرصة أكبر كي نعبّر عن إنسانيتنا، ونسترد مهمتنا الأساسية التي هي إعمار وطننا بالخير …
مؤمنون أنها موجة عابرة وستمضي, فالكبير لا يصغر .. والسوريون كبار وسيبقون كذلك رغماً عن أنوف الحاقدين الذين يريدون العبث في هذا الوطن المقدس .
رؤية -عمار النعمة