كيف يمكن أن تصنع زمنك الخاص..؟ ضمن كل ما يتفننون به من تعريفات وتأويلات لمعاني الزمن، ثمة إمكانية لاختراقها جميعها وفق “جُنحة” الخيال الممنوح لنا عبر الفن.
تتشابك الأزمنة في فيلم (الساعات،The Hours) حين يتفرّع الزمن إلى أزمنة شخصياته الثلاث.. لتتداخل حكاية الروائية فرجينييا وولف مع شخصيتها الأبرز “السيدة دالاوي”.
وغيره من أفلام تحدّثت عن موضوع الزمن، كما في (الوافد،Arrival).. وأيضاً في (حيوانات ليلية، Nocturnal Animals).. وأعمال أخرى تحدّثت عن السفر عبر الزمن.. وغيرها من مفاهيم قدرة الإنسان على التأثير فيه.. جميعها حاولت بلورة فكرة “اختراق” سطحية الزمن، التمكّن منه، وصولاً إلى إحداث معجزة تحويله إلى ما نريد بمعنى أن ندير عقاربه وفق رغبتنا، كما في فيلم (منزل البحيرة، Lake House).
ثمة بعض المتفلسفين الذين قالوا بعدم وجود زمن حاضر، فكل ما نمرّ به يتمثّل بلحظة ماضية وأخرى مستقبلية قادمة.. أمّا تلك (الآنية) فليست سوى عبور من الماضي إلى المستقبل، وكل ما يبتغونه من ذلك البرهنة على أن البعد الرابع للمكان غير مؤكّد.
كيف يمكننا بممحاة معجزة أن نتخطّى زمن الحرب وتفرّعاتها.. أن نمحوها من تلافيف ذواكرنا..؟!
كيف يمكن شطبها من ذاكرة عنيدة، تراوغ في لعبة الوقت..؟
وما احتمال أن نمتلك ذاكرة واحدة تجاه كل الحاصل..؟!
يرى البعض أن “الذاكرة ليست هي ما يتغيّر، ولكن ما يتغيّر هو تصوّراتنا عن الحدث، والتي تعتمد ببساطة على افتراض وجود شيء بمثابة ذاكرة حقيقية”..
ولا نختلف حين نعتقد أنه “كلّما تقادمت ذكرياتنا، ضعفت يقينيتها”.. وهو ما يعني ضعف يقينية أحداث الماضي.. وبالتالي انخفاض منسوب صدقيتها..
كيف يمكن لنا بناء أحداث تالية من حيواتنا على ما تضعف نسبة صدقيته..؟
لربما تبخرت أزمنة “عليلة” بفعل إرادة ذاتية حرّة.. كما لو أننا نملك حينها ذاكرة موقوتة قادرة على كتم صرخات ماضيها..
لكن ما إمكانية إن تتبخّر تلك “العليلة”، موضوعياً..؟
رؤية- لميس علي