ثورة أون لاين – فؤاد مسعد:
يحمل حضور الفنان كرم شعراني نكهته الخاصة إن كان في المسرح أم السينما أم التلفزيون، وقد سجل في أرشيفه حضوراً لافتاً ومميزاً في العديد من الأفلام السينمائية عبر أدوار تفاوتت في حجمها واشتركت في أهميتها، ومن الأفلام الروائية الطويلة التي شارك فيها (صديقي الأخير، مطر حمص، بانتظار الخريف، رجل وثلاثة أيام، نجمة الصبح، أمينة، عزف منفرد) إضافة إلى مشاركاته في أفلام قصيرة.
أحدث الأفلام السينمائية التي صورها جاء بعنوان (عنها) وهو فيلم روائي قصير من تأليف وإخراج رباب مرهج، وسبقه مشاركته في الفيلم الروائي الطويل (الإفطار الأخير) إخراج عبد اللطيف عبد الحميد، وهما من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، أما في الدراما التلفزيونية فيشارك في عدد من المسلسلات التي سيعرض أغلبها خلال شهر رمضان، وتلك الأعمال هي : (الجوكر) إخراج جمال الظاهر، (مقابلة مع السيد آدم) إخراج فادي سليم، (ببساطة 2) و(حرملك 2) وهما من إخراج تامر اسحق، (بوشنكي) إخراج نضال عبيد.. حول جديده على الشاشتين الكبيرة والصغيرة، كان لنا مع الفنان كرم شعراني هذا اللقاء:
ـ إلى أي مدى تميل شخصيتك في كل من (الجوكر) و (مقابلة مع السيد آدم) إلى منحى الشرير ؟
لا بد من القول إنه ليس هناك شر في المطلق، وبالتالي فأنا لا أسميها شخصية شريرة ولكن في مسلسل (الجوكر) هي شخصية الجوكر نفسه وتقوم بأفعال شريرة، وما أوصلها لهذا المكان التراكم والموروث، فتتعامل معها كشخصية قاتل ومجرم ولكن في لحظة تتعاطف معه لأن هناك جانباً إنسانياً واضحاً لديه.
أما في مسلسل (مقابلة مع السيد آدم) فأجسد دور شاب تطوّع في الأمن الجنائي وهناك حاول أن يحقق لنفسه شيئاً ما فتورط في قضية لم يدرك تبعاتها وإلى أي مدى يمكن أن تصل، لأنه عندما بدأ بها توقع أن تكون قضية عادية (تهريب أو اعتداء..) ولكن لم يعرف أبعادها في الداخل والخارج، وبالتالي التصرف الذي يقوم به يكون مفتاح الدخول للمسلسل وللموضوع المُراد نقاشه عبر الأحداث.
ـ أين تكمن خصوصية دورك في فيلم (عنها) ؟
هي المرة الأولى التي أشارك فيها بفيلم قصير احترافي، إذ سبق وشاركت في أفلام قصيرة ضمن مشروع دعم سينما الشباب، فيلم (خمس سنوات) للمخرجة ديما باخوس، وبالنسبة لفيلم (عنها) فهو يروي قصة امرأة تجابه مجتمعاً بأكمله، هي ضحية زوجها والعادات والتقاليد وضحية العمل، وأجسد فيه دور زوج الضحية، وهو شاعر متسلط ليس لديه رأفة أو رحمة، يقوم بفعل الخيانة على العلن ويستغل زوجته، ويكون أحد من ساهموا في نهايتها.
ـ كيف جاء التعامل مع المخرجة ؟ وإلى أي مدى كان هناك فهماً مشتركاً لتفاصيل الشخصية بينك وبينها ؟
يتحدث الفيلم بواقعية عن المرأة ضحية الذكر بشكل أو بآخر (وليس الرجل) ضمن المجتمع الشرقي الذي له عاداته ومفاهيمه، والمخرجة هنا هي المؤلفة، والمخرج يكون في ذهنه دائماً مخطط لسير كل شخصيات الفيلم وهو على يقين إلى أين تتجه وما الغرض والهدف من كل منها، وما شكلها وما أفق الأداء لها ضمن إيقاع معين للفيلم.
ـ كيف يمكن إيصال الفكرة إلى المشاهد ضمن فيلم يحمل دلالاته حتى عبر الأشكال التي تتسم بالغرائبية إلى حد ما ؟
يناقش الفيلم الموضوع المطروح بجنون، فهو مختلف شكلاً ومضموناً، إنه فيلم مجنون وممتع يحرضك لأن تعطي أكثر، وهذا ما يميزه. وما تراه في أشكال الممثلين وطريقة التعاطي ليس عبثياً أو غير مفهوم بل على العكس تماماً، فالهدف من ذلك إيصال رسالة معينة، وأظن أن هذا الأمر لن يخلق إشكالية عند الجمهور وإنما سيساعد في إيصال الفكرة للمشاهد.