في غمرة الانشغال العالمي بمخاطر وتداعيات تفشي فايروس كورونا القاتل، عاد التحالف الدولي المزعوم لمحاربة داعش إلى الواجهة مجدداً ببيان تضليلي جديد يؤكد ما سمّاه التزامه بالاستمرار في محاربة التنظيم الإرهابي ومنعه من العودة إلى نشاطه، ما يعني استمرار التدخل العسكري الغربي في شؤون سورية والعراق بنفس الذريعة التي تمّ اختراعها ومن ثم استثمارها، وصولاً إلى ادعائهم القضاء عليها قبل نحو عامين تقريباً.
لقد شكل تنظيم داعش الإرهابي أحد منتجات واشنطن وإدارة أوباما تحديداً حسب اتهامات دونالد ترامب له على مدى ما يقارب خمس أو ست سنوات من عمر الحرب الكونية على سورية، ظاهرة مرعبة لا تقل رعباً عن فايروس كورونا القاتل، مع فارق وحيد أن معظم مكوناته غربية، أي إنه فايروس إرهابي غربي تم تصنيعه في مختبرات استخباراتية أميركية وغربية وإقليمية لغرض وحيد، وهو تقسيم سورية والعراق بطريقة تخدم أطماعهم من جهة، ومصالح الكيان الصهيوني وأطماعه من جهة أخرى.
ولما كان الهدف الغربي من إنشاء التنظيم لم يتحقق كما ينبغي، إذ نجح البلدان الشقيقان بمساعدة الحليفين الروسي والإيراني في القضاء على معظم قوة التنظيم، حيث لم يبق له سوى فلول قليلة يتم استخدامها أميركياً وغربياً من حين لآخر لابقاء التحالف الدولي المزعوم قائماً وفعالاً، بانتظار فرصة جديدة للتدخل من أجل افتعال المشكلات للحكومتين السورية والعراقية، وذلك في ظل تصاعد الغضب الشعبي في البلدين، رفضاً لأي وجود أميركي غير شرعي في منطقتنا.
ومع فشل حكومات التحالف الدولي المزعوم في مواجهة فايروس كورونا داخل بلدانها حتى الآن، يبدو من الصعب تصديق أن بإمكانها الإيفاء بالالتزامات التي تقطعها إزاء التنظيم، بل ربما نشهد عودة جديدة للتنظيم بحلة جديدة لافتعال المشكلات مجدداً، كي يبقى مبرراً للكثير من الانتهاكات والتدخلات الغربية في شؤون منطقتنا.. لأن فايروس أطماعهم ومشاريعهم لا لُقاح له حتى الآن سوى المقاومة.
نافذة على حدث- عبد الحليم سعود