حالات كثيرة غير مفهومة تنتشر عبر الفيس بوك من خلال صفحات جلها منفلته.. تقوم بدور مغاير تماما لطبيعة الفيس بوك كوسيلة تواصل إجتماعي.. و ذهبت بعيدا .. حتى تطور هذا الانفلات الى التصرف بهذه الصفحات و كأنها منابر إعلامية.!! تؤدي رسالة سامية دون أن يكون هناك أي معيار مهني أو مصداقية فيما ينشر عليها.. و بعيدا عن الف باء الاعلام “المصدر ” المسؤول.
فيتم التطاول على كرامات الناس.. و نشر أخبار غير صحيحة.. بل كاذبة .. بشكل مشبوه .. مما يعرضهم للوقوع في الخطأ من ثم للمحاكمة وفق القانون الخاص بالجرائم الإلكترونية.
هذه الظاهرة باتت تنتشر عبر الفيس بوك بشكل كبير.. و هذا يمكن تفهمه كون معظم أصحاب الصفحات الشخصية يجهلون أسس و معايير النشر المعتمدة لدى جميع دول العالم و ليس سورية و حسب .
غير أن هناك بعض الزملاء في مهنة الصحافة والاعلام ممن يملكون صفحات شخصية للتواصل الإجتماعي اختلط عليهم الامر !!! و غاب عنهم ان العمل الإعلامي يتابع من خلال المؤسسات الإعلامية التي يعملون فيها .. لا من خلال تلك الصفحات.. فأخذوا ينشرون ما يحلو لهم . و كيفما اتفق .. على صفحاتهم الشخصية بعيدا عن المهنية .. معتبرين أن صفتهم الإعلامية توفر لهم الحماية و الحصانة و هم يعرضون أنفسهم و يعرضون الزملاء للغط
عن جهل.. او عن عدم دراية بخطورة هذه الظاهرة وانعكاساتها السلبية على المجتمع .. الأمر الذي استدعى تشريع لقانون الجرائم الألكترونية بهدف الحد من التعدي على حريات وحقوق المواطنين .. على هيبة الدولة.. جميعا يدرك أنه من غير المهني الإساءة أو التجريح في الآخرين عبر الصفحات الشخصية تلك .
و رغم تفهمنا لأسباب وقوع العديد من أصحاب تلك الصفحات في المحظور نتيجة جهلهم بالأنظمة و القوانين التي تحمي حقوق الجميع و تصون كرامة و خصوصيات جميع أفراد المجتمع.. لا يزال هناك من يريد إظهار مهاراته
و قدراته الذاتية على رصد الحياة اليومية للمواطنين .. و تحديد ما يجب فعله هنا.. و هناك .. و تحليل المواقف.. و إعطاء المواعظ بإستخدام عبارات غير لائقة.. و خارجة عن اللياقة والأدب .. ليقع في الخطأ و هو يعتقد أنه يعالج الأخطاء التي يراها من وجهة نظره .
أخيرا نؤكد أن ما شاهدناه خلال الفترة الماضية من انفلات يجب التصدي له بكل موضوعية و حزم.. في سوريتنا هوامش الحرية و فق قانون الإعلام ١٠٨ نتفوق فيه على معظم دول العالم و تبقى الحرية مسؤولية.
أروقة محلية- نعمان برهوم