من يدقق في تصريحات ما يسمى المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري الكاذبة والمضللة، ومن راقب قبلها ودقق أيضاً في أفعال وتحركات ومخططات وتصريحات رئيسي النظامين الأميركي والتركي حول سورية، وكل مسؤولي إدارتيهما العدوانيتين فإنه لن يجد في مفرداتها سوى مفردات ومصطلحات مثل (راوغوا وسوّفوا وماطلوا واحتلوا الأراضي وقتلوا الأبرياء ودعموا الإرهابيين) وأن قواميس اللغة كلها ستعجز عن تظهير مفردة واحدة تعبر عن الإنسانية في سياستهما العدوانية حيال السوريين.
وهذه الأفعال مستمرة على مدار الأيام والشهور والسنوات، فبينما تعثر قواتنا المسلحة على صواريخ وأجهزة بث فضائي وأسلحة غربية وأميركية الصنع من مخلفات الإرهابيين في ريفي القنيطرة ودمشق نجد الاحتلال التركي يدخل معدات لوجستية وأسلحة إلى قرية الداوودية بريف الحسكة لممارسة المزيد من العدوانية والإرهاب ضد السوريين.
وبينما يواصل النظام التركي دعم مرتزقته من الإرهابيين ولاسيما في إدلب ويتهرب من التزامه بالاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها بشأن الوضع هناك والتي تؤكد سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة مكافحة الإرهاب نجد قوات الغزو الأميركية تدخل المزيد من عناصرها وأسلحتها إلى قرى الجزيرة قادمة من العراق.
أما على صعيد التضليل والكذب والدجل فحدث ولا حرج، فهذان النظامان يمارسان على حد زعمهما كل ما من شأنه تحقيق الحرية والعدالة المزعومة للسوريين، من دون أن يشرحوا للعالم ماهية هذه الحرية وما صلتها بسرقة النفط أو القمح وكيف تعبر عن نفسها بقتل الأبرياء واحتلال الأراضي!.
ويكفي أن نشير اليوم إلى تصريحات المبعوث الأميركي الخاص المعني بشؤون سورية جيمس جيفري لنرى حجم هذا التضليل الذي يمارسه ترامب وإدارته بحق سورية، فالمبعوث يدعي أن بلاده هي أكبر مانحة للمساعدات الإنسانية للشعب السوري، حيث قدمت أكثر من عشرة مليارات وستمئة مليون دولار من المساعدات في جميع أنحاء سورية والمنطقة منذ بدء الأزمة، وما زالت تقدم المساعدات الإنسانية لمنع تفشي فيروس كورونا، متجاهلاً أنها لم تقد إلا الموت والدمار والخراب ولم تقدم إلا على احتلال الأرض وقتل الأبرياء ودعم الإرهاب.
بقلم مدير التحرير- أحمد حمادة