ثورة أون لاين:
الكتل النحتية الضخمة من الصخور وجذوع الأشجار علامة فارقة تميز منحوتات الفنان عيسى سلامة فتغريه ليشتغل على مواضيع تناسبها كالنصب التذكارية للشهداء والشخصيات العظيمة في الساحات ما يجعل فنه مرئيا أمام الناس.
النحات سلامة أوضح في حوار مع سانا الثقافية أنه عشق النحت منذ الصغر ومارس هوايته بأدوات بسيطة وبشكل فطري دون معلم مستلهما من الطبيعة موضوعاته لافتا إلى أن أجدادنا السوريين القدماء نحتوا التماثيل وأرخوا لحياتهم بأعمالهم التي لا تزال باقية في المتاحف لتخبرنا عن حضارتهم العريقة.
وبين سلامة أن الأسطورة السورية هي هويته الفكرية والنحتية فمن بلادنا انطلقت الأبجدية منذ آلاف السنين وبنيت المعابد والقصور وصنعت السفن معتبرا أن فنوننا المعاصرة امتداد لتلك الحضارة ومن واجبنا أن نجسدها لتبقى رسالة إلى الأحفاد.
وحول مكانة المرأة في أعماله ذكر النحات سلامة أنه يسعى دائما لأن يظهرها في أعماله كرمز للمحبة والخصوبة والعطاء كونها عصب المجتمع والأم والأخت والزوجة والتركيز على جمالها كما فعل الأقدمون الذين جسدوها على شكل عشتار وفينوس وغيرهما.
تعلق سلامة بأسلوب النحت القديم جعله يظهر أشكال الحيوانات في أعماله وفق دلالات رمزية كالثور الذي يرمز إلى القوة والعطاء معتبرا في الوقت نفسه أن وجود الكتل النحتية الضخمة في الساحات والحدائق يعطي قيمة جمالية للمكان ويظهر قوة النحات بصياغة سطوحها ليخلد وجود الشخصيات العظيمة في حياتنا اليومية ما جعل منحوتاته تنتشر في ساحات طرطوس وحمص وسواهما احتفاء برموز الوطن والشهادة.
ويستخدم سلامة الآلة في قص الأعمال الضخمة ولكنه يعمل يدويا وبحرفية وإبداع الفنان في التفاصيل الصغيرة فالآلة تختصر الوقت ولكنها تحتاج ليد خبيرة تديرها وتستخدمها في الوقت والمكان المناسبين.
ويتوقف سلامة عند مشاركته بمهرجان لؤلؤة بانياس والذي نفذ فيه أعمالا جمالية حجرية وخشبية منها حورية البحر والهة الحب عشتار وسواهما مشيرا إلى مشاركته بمهرجان عشتار المتجول في العالم بعدة أعمال نحتية من الحجر وجذوع الأشجار.
يذكر أن الفنان سلامة من مواليد بانياس عضو اتحاد الفنانين التشكيليين فرع طرطوس حصل على عدة شهادات تقدير وجوائز ودروع تكريم إضافة إلى فوزه بعدة مسابقات في النحت ومشاركته بمعظم المعارض داخل وخارج سورية.