بعد مرور أشهر قليلة على وجود قيادة رياضية جديدة في المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام وكذلك في مبنى اتّحاد كرة القدم ومع وجود اختلاف جذري في آلية إدارة أمور رياضتنا عموماً وكرتنا على وجه التحدّيد، وفي ظلّ الدعم المقدم لتحقيق نقلة نوعية في الرياضة السورية عموماً وكرة القدم السورية خصوصاً، مع كل هذه المعطيات يجب أن يتعاطى الوسط الرياضي (سواء تعلّق الأمر بالإعلام الرياضي أو بالشارع الرياضي) مع الواقع الجديد بعقلية مختلفة عن تلك التي كانت منتهجة خلال العقد الماضي.
خلال السنوات الماضية كان التعاقد مع مدرب أجنبي لمنتخبنا أمراً مستبعداً بينما نجد اليوم أن الاتّحاد الرياضي هو من يدعم التعاقد مع مدرب خبير للمنتخب دون الالتفات لجنسية المدرب والتركيز على كفاءة المدير الفني للمنتخب.
وخلال الفترة الماضية أيضاً كانت ملاعبنا الكروية وصالاتنا الرياضية بوضع غير مقبول وكانت معظم المطالب بصيانة هذه المنشآت تُقابل بأذن من طين وأخرى من عجين بينما نلحظ اليوم كيف يبادر الاتّحاد الرياضي العام ومعه اتحاد كرة القدم لصيانة هذه الملاعب وتأهيلها وإنجاز أكبر قدر ممكن من حجم العمل في أسرع وقت متاح.
كذلك كان الحال بالنسبة للعلاقة التي تربط الاتحاد الرياضي العام باتحاد اللعبة الشعبية الأولى، فبعد أن كانت علاقة تبعية من اتّحاد الكرة للاتّحاد الرياضي باتت علاقة دعم وحرص على النجاح من المنظمة الرياضية الأم.
كل ما سبق من تحولات تؤكّدها الوقائع، تفرض على الجميع التعامل مع واقع رياضتنا من منظور مختلف على اعتبار أن مرحلة التقتير بالصرف على ألعابنا الرياضية قد انتهت فعلياً وبتنا في مرحلة جديدة تشهد زخماً في كل أشكال الدعم الذي تحظى به رياضتنا.
وباختصار فإن ما يجب التركيز عليه حالياً هو دعم توجه الاتحاد الرياضي، واتّحاد كرة القدم لأننا طالبنا بمثل هذا التوجه منذ عدة سنوات، أما البقاء في قوقعة المرحلة الماضية التي عاشتها رياضتنا فهو أمر مرفوض لأنه يعني وجود عجز ذهني عن استيعاب كل ما تشهده رياضتنا و كرتنا من تحولات.
ما بين السطور…يامن الجاجة