بقلم: مدير التحرير أحمد حمادة:
لم تهدأ مقاومة السوريين للغزاة والمستعمرين والمحتلين يوماً، ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أمن وطنهم ومستقبله، قارعوا المستعمر العثماني بكل بسالة، وهو المستعمر الذي جاء تحت عناوين الدين والأخوة الكاذبة، وقاوموا المستعمر الفرنسي بكل بطولة، وهو الذي احتل أرضهم تحت عناوين الانتداب وشعاراته البراقة، وتابع الأحفاد مقاومة المشروع الصهيوني الاستيطاني البغيض في فلسطين والجولان، وقدموا قوافل الشهداء قرباناً لحريتهم وتحرير أرضهم.
ومنذ يوم السادس من أيار عام 1916 وحتى يومنا هذا تكاد صور الشهداء وتضحياتهم وبطولاتهم تكرر نفسها، فنال وطننا الغالي حريته واستقلاله من المستعمر العثماني أولاً والفرنسي تالياً بفضل تضحياتهم الكبيرة، واليوم وعلى مدى عشر سنوات من الحرب العدوانية على سورية واجه شعبنا المستعمرَ الغربي وأدواته من التنظيمات الإرهابية المتطرفة وقدّم آلاف الشهداء ليحافظ على استقلاله ووحدة أراضيه وأمنه واستقراره.
عقد من الزمن مضى ولم يترك الغزاة الجدد بقيادة أميركا وتبعية حلفائها وأدواتها من الإرهابيين وسيلة أو سلاحاً إلا جربوهما ضد السوريين، ليعبثوا بخارطتهم، ويمزقوا وطنهم، ويحققوا أجنداتهم المشبوهة وأجندات الكيان الصهيوني معهم، ولكن بفضل تضحيات جيشنا الباسل وشهدائه الأبرار وبفضل صمود شعبنا الأبي تم وأد المؤامرة وطي فصول الإرهاب في معظم الجغرافيا السورية.
ولم يتبق إلا صبر ساعة حتى تتحرر كامل الأراضي السورية من رجس الاحتلال الأميركي والتركي ومن التنظيمات الإرهابية التي استخدمتها منظومة العدوان كي تحقق فوضاها الهدامة، وستعود سورية كما كانت في مقدمة الدول الآمنة والمستقرة بفضل تضحيات هؤلاء الأبطال.
ومثلما كان يوم السادس من أيار محطة مفصلية مضيئة في تاريخ شعبنا النضالي ستكون الأيام القادمة محطة مفصلية أخرى في تاريخ هذا الوطن المناضل يتحقق من خلالها النصر على الإرهاب والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وحرية السوريين بفضل تضحيات شهدائنا الأبرار.