غداً… لناظره قريب

ثورة اون لاين: لأن أقلامنا تخزكم… توجعكم… تحاولون نخر جسدنا الوطني بما تصدرونه من إرهاب من كل أنحاء الدنيا لتوجعونا… لكن جسد الوطن أقوى من أن ينال منه إرهابكم وإن كان يطال أرواحنا ليزداد ملف الشهداء تضخماً، فهذا فخرنا لأن الجنة موعدنا… وهو خزيكم وعاركم ومن والاكم وسار في ركابكم…
كل ما تفعلونه لأجل أن تجف أقلامنا؛ إن قطعتم المداد أو سرقتموه كما تحاولون سرقة نفطنا لمنعه عنا… فدماؤنا ستكون مدادها وسنكتب على جدران منازلنا وبدمنا سورية حرة أبية… عصية على الغزاة والآثمين…
لأن سورية مقاومة وتدعم المقاومة في كل الأرض العربية؛ وبالذات فلسطين قضيتها وتربها الممتد من ترب سورية، هي بلاد الشام أيها الجهلة في غيّكم تعمهون. كي لا نكتب عما يحدث في فلسطين، ولا نكتب عن قانا في كل عام بذكرى جراحها، تريدون أن ننسى صبرا وشاتيلا، وبحر البقر ودير ياسين، كي تلهونا عن أسرانا في الجولان وفلسطين… حتى لا نكتب عن معارك الأمعاء الخاوية التي انتصرت اليوم على الاحتلال بشخص سامر العيساوي؛ كي لا نكتب عن أحمد جوابرة الطفل الذي ترجّى باستعطافٍ جنود احتلالكم ليذهب لامتحانه وبعدها يسير معهم حيث يشاؤون، لم يسمعوه احتجزوه وعذبوه عشرين يوماً؛ ليخرج بكفالة كبيرة ويحكم بالإقامة الجبرية لمدة عام في غير مغادرة لمنزله حتى لا يكمل تعليمه… أنتم تخافون عِلْمَنا وعلماءنا؛ لأجل هذا تستهدفوننا وتصطادون (غزلان بلادنا الأبية) حملة العلم والنابغة من أبناء شعبنا وأصحاب الكفاءات… تحاولون إلهاء الشعب السوري بسفك المزيد من دمه ليبتعد عن قضايا أمته، ونسيتم أنه يزداد صلابة لأنه يستشعر أنه اليوم أكثر من أي سابق مسؤول عن كرامة هذه الأمة والسعي لحريتها جميعاً. هذا الشعب الأبي الممتد من المحيط إلى الخليج، وهذا المسلم الممتد من طنجة إلى جاكرتا، يُنْكَبُ اليوم بحكامه الذين خذلوه. يتعلق بالأمل السوري المنتصر بإرادة شعبه وسيكون ذلك بعون الله. (يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)… تلعبون بالأوراق جميعاً في خِدَعٍ أصبحت اليوم مكشوفة. فالشعب السوري نسيج وطني ينتصر للوطن جميعاً ولا يمكن له أن ينتصر لفئة بعينها أو دين بعينه أو عرق بذاته أو طائفة بمحدداتها…
هي سورية أيها الأغبياء…
ستظل أقلامنا تكتب عن فضائحكم، والميديا التي تستخدمونها اليوم ضدنا هي الحرية التي تنال منكم في الارتداد لصدوركم، والعولمة التي بشرتم بها لتخريب سورية وإشعال النار فيها ستطالكم نيرانها، وستكون أدوات دفاع عن الوطن في خط ثان بعد جيش الوطن الأغر؛ الكفيل بحَمَلَةِ السلاح الذين تحقنون في جسدنا الوطني.. هذا الجسد الحصين الممنع ضد إرهابكم…
أين حقوق الإنسان التي تتغنون بها في بلادكم وتنتهكونها في كل لحظة على أرضنا العربية إن في سورية التي لم تركع يوماً، أو العراق لتدمير حضاراتها، أو فلسطين الحاضنة لرسالات السماء التي تطوق جيد بلاد الشام، وشاهدها الأخير (أحمد جوابرة).
أطفالنا يخيفونكم وشبابنا يرعبونكم؛ حتى الأجنة في الأرحام تأتيكم في نومكم لتفزعكم وتقلقكم وأنتم تغفون مدججين بالسلاح…
إن كل رصاصة تطلق على ضحية في وطننا كله؛ وكل روح تذهب لبارئها عبر تفجيراتكم؛ وكل فتوى تطلقونها عبر أعوانكم المنفذين لمخططاتكم، وكل فتنة تحاولون زرعها لشقاق ذات البين في سورية أو أي بقعة عربية، ومهما طالت أيديكم الآثمة اختطاف أيٍّ كان على أرض الوطن سورية كاختطاف رجال الدين واستهدافهم، كل ذلك مسامير تدق في نعش نهايتكم…
لنا تاريخنا الذي أنتج بعد كل شدة فرجاً؛ وبعد كل احتلال استقلالاً ونصراً. ولكم تاريخ مخزٍ. فأمريكا التي تدّعي نشر الديموقراطية نشأت على جماجم أهل الأرض الأصليين وربيبتها إسرائيل نشأت على تهجير وقتل الشعب الفلسطيني، دولة العسكر هذه التي حاولت استخدام ذات الأسلوب الأمريكي في النشوء على ركام التطهير العرقي، لكنها فشلت بكل المقاييس؛ لأن الشعب العربي مختلف كلياً عن شعوب الأرض قاطبة. نحن أمة فكر وحضارة. والهمجية هي لغتكم التي تخاطبون بها الدنيا. فماذا يمكن أن يقال بعد كل الدماء التي تتدفق في الوطن سورية حيث لم توفروا شيخاً ولا طفلاً، وبيوت الله هدفاً ورجال الدين أهداف همجيتكم. والنساء تصدرون بحقهن العنف والسبي وانتهاك الحرمات…
الإسلام دين الرحمة فتح الدنيا ونشر العلم؛ وشعاره لا تقتلوا طفلاً ولا شيخاً ولا تقطعوا شجرة ولا تقلبوا زرعاً ولا تقتربوا من متعبد أو بيت عبادة…
خدعتم الدنيا عند غزو العراق. واليوم تعملون على تحطيم الدولة السورية وتشتيت شعبها في شقاق القلوب. تخشون الأقلام والفكر والثقافة والمثقفين لكنهم لكم بالمرصاد… تجلت خبايا ضمائركم ومكائدكم ومؤامرتكم، سيتصدى لكم جيش المثقفين كما تصدى جيش الشباب الإلكتروني والمؤازرة ستأتي من كل مثقفي أحرار العالم، كما مؤازرة الشباب الأحرار في الحرب الإلكترونية التي لسعتكم في بعض الوقت ليرتد لكم صوابكم؛ وإلا سينالكم الكثير فانتظروا…
سورية عصية مقاومة، وفلسطين وأهلها يستمدون منها القوة. والنار التي تطوقون بها سورية بقراراتكم وتحالف الحكومات الجائرة المجاورة ستطالكم. وأسعر النار من مستصغر الشرر، قشة نار يحملها طير في فمه ستشعل ناراً في جوف كل من يرمي حطبةً لإضرام النار في سورية..
وإن غداً لناظره قريب…

د. شهناز فاكوش

آخر الأخبار
"الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال