ثورة أون لاين- هفاف ميهوب:
تألَّقوا فضجِّ الفضاء بتميُّز أعمالهم وتفرُّدِ أدائهم، وإلى أن تعرَّض وطنهم إلى الحرب الشرسة والوحشية، الحرب التي لم تمنعهم رغم بشاعتها، من المثابرة في تجسيد ما يؤكّد أن الفن لا يمكن أن يتألق إلا في الأرض السورية.
إنهم الفنانون السوريون، الذين ومثلما كان لكلِّ منهم رأيٌ بالحرب الدامية التي انعكست على حياتهم وأعمالهم ولاسيما في شهر رمضان، كان لكلٍّ منهم رأيٌ بالأعمال الدرامية التي شاء لها وباءُ العزلة، أن تكون ضئيلة بطريقة جعلتها وحسب تقييم النجم والفنان
بسام لطفي:..من أقدم وأهم نجوم الدراما.
“أكثرها لا يستحق المشاهدة.. وفيها تراجع”
استعرضت بعض ما يبث من مسلسلات درامية، فوجدت أن أكثرها لا يستحق المشاهدة وفيها تراجع كبير عما كان يُقدم سابقاً، لذلك تابعت عملين فقط، أحدهما جديد والثاني إعادة.. الجديد هو “حارس القدس” وهو عمل متكامل يحترم المشاهد ويقدم وثيقة تاريخية.. نصٌ جيد وتألق في الإخراج وأداء مميز من قِبل الممثلين، وقد أعطي المسلسل حقه بالنسبة للإنتاج.
أما العمل القديم الذي أتابعه فهو “أخوة التراب” الجزء الثاني الذي يحكي عن الثورة السورية أيّام الاستعمار الفرنسي.
أحمد السيد: فنان وكاتب درامي
“رغم تراجعها.. بعضها سيترك بصمة”
في هذا الموسم الرمضاني للدراما السورية، شعر المشاهدون بحجم التراجع الكبير للإنتاج الدرامي، ومن حيث الكم والكيف، طبعاً سبب هذا التراجع هو جائحة “الكورونا” التي غزت العالم في فترة تنفيذ الأعمال التلفزيونية، والسبب الأهم هو غياب الضمير المهني لدى بعض الشركات المنتجة التي لا يهمها إلا دخول سباق رمضان، حتى وإن أساء العمل لمكانة الدراما التلفزيونية السورية.
مع ذلك، لا أنكر وجود بعض الأعمال المميزة التي ستترك بصمة لامعة في صفحات درامانا، ومن هذه الأعمال التي تابعتها نوعاً ما “حارس القدس” للمخرج المبدع “باسل الخطيب” وإنتاج مؤسسة الإنتاج التلفزيوني، وبإشراف دقيق من السيد وزير الاعلام “عماد سارة” الذي أعطى للعمل كل ما يحتاجه من اهتمام وتمويل ومتابعة.
أيضا لفتني عمل “بروكار” للمخرج المهم “محمد زهير رجب” وإنتاج “شركة قبنض” ففي هذا المسلسل نشاهد حالة صادقة للبيئة الشامية، وتحرك باتجاه تلميع التشوهات التي نالت من هذه البيئة، وفيه حضور لثقافة المخرج البيئية والفنية المبهرة، فهو لم يترك التفاصيل تمر مرور الكرام بل ركز عليها بحرفية واضحة، واهتم كثيراً بأداء الممثل حيث كان أبطال العمل حقيقيون وليسوا استعراضيون في أدائهم..
في باقي الأعمال التي قُدمت، هناك تحول واضح في مسار الدراما السورية نحو الأفضل، أما الأعمال التي شوهت درامانا إن كانت كوميدية مبتذلة أو جادة، فهي بلا موضوع مهم يعني المجتمع، فلا داعي لتقييمها لأن الجمهور أعطى قراره برفضها..
بكلِّ الأحوال، من المهم أن أقول: لن ينال تجار الفن والمدعون من هيبة درامانا، وستضيء من جديد بعد زوال الأسباب التي أدت إلى تراجعها.
فيلدا سمور: فنانة ذات حضور
“عدة ظروف.. جعلتها بأسوأ حالاتها”
شعرنا هذا العام بأن الدراما السورية فقيرة كماً ونوعاً، ولأسبابٍ هي حتماً معروفة.. السبب الرئيسي هو الحصار الذي نعاني منه، والذي تعاني منه أيضاً الأعمال الدرامية السورية، وهو ما أدى إلى معوقات في التوزيع ولهذا باتت النتاجات قليلة وتتراجع.
أيضاً، ولسوءِ الحظ هناك مشكلة الوباء التي زادت من قلة الأعمال والمعوقات، فلقد توقف تصوير أعمال كثيرة ومنها ما كان لي مشاركات فيه.
أما الأعمال القليلة التي نشاهدها، فهي دون المستوى، هذه ليست دراما سورية، وليست ما تعود المشاهد أن يراه حقيقة، كل هذه الظروف التي نعيشها، جعلت هذه الأعمال قليلة وفقيرة ومتواضعة إخراجاً وتمثيلاً ونصاً وإنتاجاً، وبالكاد نلتقط منها ما نتابعه وفيه جدية بالطرح والمضمون.
للأسف، اجتمعت هذا العام عدة ظروف جعلت الدراما السورية بأسوأ حالاتها، وإن كان هناك ما قد يُتابع، فمسلسل “الساحر” و”مقابلة مع السيد آدم”.. أتمنى أن تكون الظروف أفضل في مواسم قادمة.
هاني شاهين: فنان قديرٌ ومهم
“لازالت بألقها.. ومتربعة على العرش”
في المواسم السابقة، كان إنتاج الدراما السورية في شهر رمضان المبارك حوالي 40 -50 مسلسلاً تغزو أقنية العالم العربي أجمع، أما في هذا الموسم فقد فوجئنا بعدد ضئيلٍ منها وطبعاً السبب هو :
– صعوبة تصريف شركات الإنتاج لأعمالها وتسويقها إلى الخارج، والبحث عن أسواق جديدة تضمن تصريف تلك الأعمال، وهو ما دفع بعضها لإنتاج أعمالها مع شركات عربية أخرى كدراما مشتركة .
– الاجراءات المفروضة بسبب فايروس كورونا.
يحضرني هنا سؤال: هل تشكل الدراما المشتركة تراجعاً لشركات الإنتاج السورية، أم تعود إلى سابق عهدها دون اللجوء إلى شركات خارجية أخرى؟..
لقد تابعت عرض بعض هذه المسلسلات التي كانت أكثر من رائعة. أذكر منها “حارس القدس” وهو من إنتاج مؤسسة الانتاج الإذاعي والتلفزيوني.أحلى أيام” و”بروكار” و”مقابلة مع السيد آدم” ويوماً ما” وغيرهم..
عموماً أقول: إن الدراما السورية مازالت بألقها متربعة على العرش، وخاصة أنها تضم نجوم ونجمات سورية الكبار من الصف الأول والثاني، ووجوها جديدة أيضاً، وفي النهاية أرجو أن تعود بلدنا الحبيبة سورية إلى سابق عهدها، وأن تبقى الدراما السورية هي الرائدة في العالم العربي .
المادة جاهزة