تخيلوا أن الإدارة الأمريكية التي تعاني ما تعانيه في الوقت الحالي من احتجاجات شعبية قد تودي برئاسة ترامب قد أعلنت بدء تطبيق نظام عقوبات قيصر على الشعب السوري، وهو أمر لطالما عملت عليه الدول الاستعمارية والعنصرية التي تستمر في خططها العدوانية للضغط على الدول التي لا تسير في فلكها.
الكثير يتخوف مما سيجري من تداعيات والبعض الآخر يتهم الجهات المعنية أنها لم تحرك ساكنا للتخفيف والحد من التداعيات المنتظرة والحقيقة أن هذه الاتهامات غير واقعية ومن يتابع الواقع الاقتصادي والقرارات التي تصدر يستطيع أن يربط مايجري في الداخل بما يجري في الخارج.
الدولة السورية عملت وماتزال على الاهتمام بالإنتاج المحلي خاصة الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي بعيدا عن تقلبات سعر الصرف ومايرافقه من ارتفاعات في الأسعار وهنا ثمة توجه واضح لدعم باقة مشاريع التنمية الريفية التي أطلقتها وزارة الزراعة منذ سنوات والتي نتج عنها حتى اللحظة مشاريع تستحق المتابعة والدعم والاهتمام ولعل الأيام القادمة ستحمل المزيد من الإجراءات بخصوص تعميم التجربة..
ردا على كل من ادعى عدم تدخل مصرف سورية المركزي بعدم التحرك للتعامل مع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية الذي ارتفع مؤخرا فقد تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات مؤخرا كان آخرها وأهمها ما صدرعن مصرف سورية المركزي الذي أعلن عن إصدار شهادات الإيداع بالليرة السورية (الإصدار الثاني) وفق طريقة مزاد السعر الموحد للمصارف التقليدية العاملة في سورية بقيمة اسمية للشهادة الواحدة 100 مليون ليرة سورية.
ووفقاً لقرار المركزي فإن أجل شهادة الإيداع من الإصدار الثاني هو ستة أشهر ويحق للمصرف الواحد التقدم بثلاثة عروض والحد الأدنى لعدد شهادات الإيداع المسموح الاكتتاب بها للجهة المؤهلة الواحدة هو 5 شهادات فيما لا يتجاوز الحد الأقصى 10 بالمئة من حجم السيولة الفائضة لكل مصرف.
أهمية هذا الإجراء تأتي من خلال أن شهادات الإيداع إلى جانب سندات الخزينة تعد من الأوراق المالية التي تسهم في توفير آلية تمويل غير تضخمية تدعم عملية النمو الاقتصادي وزيادة الناتج المحلي ما يساعد على جذب رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار.
لن ندعي أن الفترة القادمة ستكون وردية فربما تحتوي الكثير من المعاناة بالنسبة للدولة التي ستعاني وهي تحاول تأمين الاحتياجات الأساسية التي تخضع جميعها للحظر والمنع إلا أن هذا لا يعني أن الدولة السورية لم تضع في حسبانها سيناريوهات لمواجهة مايجري والتخفيف من تداعياته وعلينا أن نكون إلى جانب الدولة بالوعي والتعاون وتفهم مايجري حتى لو كان وبحسب وجهة نظر البعض لا يحقق العدالة فاليوم وفي ظل هذه الظروف يجب أن نعي جميعا أن المساواة لا تحقق العدل.
على الملأ- بقلم امين التحرير -باسل معلا