ما حدث يوم أمس في منطقة الغاب بحماة هام جداً على الرغم من أنه جاء متأخراً إلى حد كبير، ونجاحه يعتمد على تنفيذ كل ما تم طرحه من خطط طموحة، لتصبح نتائج ملموسة على أرض الواقع.
شهدنا يوم أمس رئيس مجلس الوزراء على رأس وفد حكومي، حيث التقى مع الأسرة الزراعية السورية من جميع المحافظات في منطقة الغاب (خزان سورية الزراعي)، ليطلق الخطة الزراعية الإسعافية والاستراتيجية في المحافظات بداية من منطقة الغاب، لمواجهة العقوبات والحصار الاقتصادي بالاعتماد أولاً على الزراعة، فالإنتاج الزراعي أساس وجوهر الاعتماد على الذات.
الحدث تضمن الكثير من الطروحات المهمة، والتي بحاجة إلى أن تترجم على أرض الواقع، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد تم تكليف مديريات الزراعة بالمحافظات البدء باستثمار الأراضي الزراعية داخل الوزارات والجهات العامة، ووضع خارطة للبدء بتوظيف هذه الأراضي بالإطار الصحيح على المدى القريب والمتوسط، إضافة إلى إعادة استثمار كل منشأة حكومية للإنتاج الحيواني توقفت عن العمل وإعادتها للعمل خلال هذا العام والعام القادم، وتعويض الفاقد من الثروة الحيوانية للقطاعين العام والخاص والذي تسببت به الحرب.
مشروع الاستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية في سورية أطلق بمرحلتيها السريعة والاستراتيجية بكلفة أولية في العام الأول بقيمة 5 مليارات ليرة سورية، على أن تكون منطقة الغاب (خزان سورية الزراعي) نقطة البداية فيها بعنوان الزراعة أساس الاعتماد على الذات في دعم الاقتصاد الوطني، وذلك بالشراكة الفاعلة مع الفلاحين والمنتجين الزراعيين كما تم التأكيد على دعم شراء المحاصيل الاستراتيجية المستجرة من الفلاح أسوة بالدعم الأخير لمحصول القمح”.
التوجه الحالي ضروري وإن جاء متأخراً، فواقع الحال يؤكد أنه لا خيار لمواجهة التحديات القادمة التي ستفرضها العقوبات الظالمة إلا بالنهوض بالواقع الزراعي وفصل المنتجات الزراعية عن تقلبات الأسعار، وتأمينها بسعر الكلفة مع توجيه الدعم الحقيقي للفلاحين بالنسبة لكل شيء بدءاً من تأمين الأراضي، ومروراً بالبذار والأسمدة والأدوية، وليس انتهاءً بدعم مختلف للمحاصيل بشكل يضمن حياة كريمة للفلاح ومعالجة الفجوة الأخيرة الملحوظة مؤخراً بين الفلاح والأرض..
المهمة ليست سهلة، إنما ليست مستحيلة فهي بحاجة لتغيير في طريقة التعاطي مع هذا الملف من قبل الحكومة ككل، والأهم من هذا تنفيذ كل ما تم التوصل إليه في الإجتماع الأخير.
على الملأ- بقلم أمين التحرير باسل معلا