سباق أميركي صهيوني محموم لإقرار وعد بلفور جديد.. خطة الضّم تشغل عقلي ترامب ونتنياهو

ثورة أون لاين – منهل إبراهيم:

الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزمرته في البيت الأبيض يواصلون السياسة العرجاء في إرضاء الصهيوني وتقديم الصكوك والوعود الذهبية لهم ولكيانهم المزعوم.. وقد أخرج على العالم الوصفة الأميركية الجديدة فيما يسمّى صفقة القرن وهي الرؤية الأميركية الإسرائيلية المشوّهة والضبابية لحلّ القضية الفلسطينية والسيناريو الأميركي لوعد بلفور جديد.
ما أعلنه ترامب ورئيس وزراء كيان العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الخطة الأميركية الجديدة للمنطقة.. خطة الإرهاب والتدمير (صفقة القرن) المكوّنة من 181 صفحة والتي تستهدف بالأساس القدس واللاجئين وحق العودة وتستهدف سلب واستكمال مخططات تهويد أرضننا الفلسطينية السليبة.. هذه الخطة ليست وليدة هذه الأيام بل منذ سنوات ماضية يعمل الصهاينة ومن خلفهم الإدارة الأميركية للخروج بهذه الصفقة التي تستهدف إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية.
والخطورة الكبيرة في بنود (صفقة القرن) الأميركية أنّها تستهدف الأرض الفلسطينية وإنهاء الوجود الفلسطيني عليها والتركيز بقوة على مشاريع التهويد والاستيطان للأرض الفلسطينية واستكمال مخططات تهويد القدس والضفة المحتلة، واستكمال تنفيذ مخططات ما يسمّى (يهودية الدولة) لتصبح فلسطين كياناً خالصاً للصهاينة.. حيث تؤكّد الصفقة في صفحاتها الأولى على وجوب الاعتراف بالقدس دولياً كعاصمة واحدة للكيان الإسرائيلي .
وسائل إعلام صهيونية كشفت اليوم عزم الإدارة الأميركية على الاجتماع لبحث خطة ضمّ الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن، التي يعتزم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تنفيذها بداية الشهر المقبل.
ومن المنتظر، أن يعقد كبار المسؤولين في إدارة ترامب اجتماعين هذا الأسبوع لمناقشة “ما إذا سيمنح البيت الأبيض إسرائيل الضوء الأخضر، لفرض سيادتها على أجزاء من الضفة الغربية”، بحسب ما أورده موقع “i24” الإسرائيلي.
وأشار الموقع إلى أنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلية، تُعدّ لضم المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية وكذلك منطقة غور الأردن إلى ما يسمّى السيادة الإسرائيليّة، وهي إجراءات وردت في خطة السلام المزعومة (صفقة القرن) التي عرضها ترامب في وقت سابق، وأثارت غضب الشعب الفلسطيني.
وسبق أن أعلن نتنياهو أن “إجراءات عمليّة الضم ستبدأ في الأول من تموز 2020”.
من جانبها، ذكرت القناة “13” الصهيونية أنه “سيشارك في الاجتماعين اليوم وغداً، كلّ من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي الأميريكي ريتشارد أوبراين، مساعد الرئيس الأميركي والمندوب الخاص للمفاوضات الدولية في المنطقة، آفي بيركوفيتش، وكبير مستشاري ترامب وصهره جاريد كوشنر، بالإضافة إلى السفير الأميركي المعتمد لدى كيان إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي سيتوجّه إلى واشنطن من إسرائيل”.
ورأت القناة في تقريرها، أنّه “من الطبيعي أن ينضم ترامب إلى الاجتماعات في مرحلة ما”.
ونبّه الموقع، إلى أن ثلاثة من كبار أعضاء الكونغرس الأميركي عن الحزب الديمقراطي ممن يعتبرون “أصدقاء لإسرائيل”، ومنهم السيناتور تشاك شومر (نيويورك)، حذّروا الاحتلال من المضي في عملية الضم، موضّحين، أنّ “هذا الإجراء يعرّض أهداف إسرائيل للخطر على المدى البعيد، ويزيد من زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط غير المستقرّة أصلاً”.
وفي سياق متصل، طالب ما يسمّى رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، دافيد الحياني، رئيس وزراء الاحتلال بـ”عدم الرضوخ لليسار، وفرض السيادة الأسبوع الحالي”، بحسب ما نقلته قناة “كان” الصهيونية … مؤكّداً أنه سيستخدم “كل الوسائل المتاحة لمنع إقامة دولة فلسطينية”، معتبراً أنّ “هذه أيام مصيريّة لمستقبل الضفة الغربية وغور الأردن”.
ما يحدث اليوم في الأراضي المحتلة وخصوصاً فكرة الضم المشؤومة يشكّل خطراً كبيراً على المنطقة برمّتها ضمن مسلسل إسرائيلي أميركي جديد لمواصلة سرقة أرضنا العربية ومواصلة تنفيذ المشاريع الاستيطانية الكبرى.
إنّ عناصر صفقة القرن الأميركية الخطيرة التي تركز على القدس والعودة وحق اللاجئين ومشاريع اقتصادية واهية، تؤكد على المخاطر الكبيرة التي قد تتعرّض لها القدس خاصة تنفيذ مخططات التقسيم الزماني والمكاني وتكثيف اقتحامات قطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى ومواصلة مشاريع الحفريات أسفل المسجد إضافة لمواصلة هدم منازل المقدسيين وتهجيرهم من أرضهم.. وتنفيذ مشروع كبير في منطقة حائط البراق حيث تعمل سلطات الاحتلال على تنفيذ مخططات كبيرة تستهدف توسيع منطقة حائط البراق لاستيعاب الأعداد الكبيرة للصهاينة وتواصل على التوازي تنفيذ مشاريع الحفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك.
وتستهدف (صفقة القرن) بصورة أساسية إنهاء حق العودة وإغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وتوزيع خمسة آلاف لاجئ من أصل سبعة ملايين لاجئ فلسطيني على المناطق الفلسطينية المحدّدة في الصفقة وعدم السماح لأي لاجئ فلسطيني بالعودة إلى أرضه وأرض أجداده، حيث أعلنت الخطة كجزء من خطة ترامب الاقتصادية، التي سوف تستهدف استبدال مخيمات اللاجئين في دولة فلسطين بتجمعات سكنية جديدة.

إنّ (صفقة القرن) تمثل الصورة الحديثة التكنولوجية المطوّرة لوعد بلفور بما تحمله من صيغ جديدة وضرب للعهود والمواثيق الأممية والدولية من أجل تمكين الكيان الصهيوني في السيطرة الكاملة على الأرض الفلسطينية وبسط النفوذ العسكري على الأرض والأجواء الفلسطينية، بل نشر الإرهاب والجريمة والفوضى في المنطقة العربية.
صفقة القرن الأميركية الخبيثة تمثّل الخيالات والأوهام المزعومة في رأس ترامب وزمرته الحاكمة ولن تصل إلى حل أهم قضية في الوطن العربي، بل ستزيد المآسي والآلام على الشعب الفلسطيني، وهي صبغة أميركية للجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا وأرضنا الفلسطينية ينتظرها الفشل الذريع والمحتوم.

آخر الأخبار
تعاون اقتصادي وصحي بين غرفة دمشق والصيادلة السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض فيدان: الرئيسان الشرع وأردوغان ناقشا إعادة إعمار سوريا وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب رئيس مجلس مدينة اللاذقية لـ"الثورة": ملفات مثقلة بالفساد والترهل.. وواقع خدمي سيىء "السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية المتقاعدون في القنيطرة يناشدون بصرف رواتبهم أجور النقل تثقل كاهل الأهالي بحلب.. ومناشدات بإعادة النظر بالتسعيرة مع بدء التوريدات.. انخفاض بأسعار المحروقات النقل: لا رسوم جمركية إضافية بعد جمركة السيارة على المعابر الحدودية البوصلة الصحيحة خلف أعمال تخريب واسعة.. الاحتلال يتوغل في "المعلقة" بالقنيطرة ووفد أممي يتفقد مبنى المحافظة الشرع في تركيا.. ما أبرز الملفات التي سيناقشها مع أردوغان؟ بزيادة 20%.. مدير الزراعة: قرض عيني لمزارعي القمح في إدلب تجربة يابانية برؤية سورية.. ورشة عمل لتعزيز الأداء الصناعي بمنهجية 5S