حدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السيد وليد المعلم أمس في مؤتمرصحفي مسار مواجهة ما يسمى (قانون سيزر) الأميركي، بجعله فرصة للنهوض باقتصادنا الوطني والاكتفاء الذاتي والاعتماد على الذات وتصحيح الأخطاء.
فهذا المسمى القانون يستهدف لقمة عيش السوريين ونحن قادرون على مواجهته، لقد عانينا ولكن لم تنقطع ربطة الخبز يوماً.
لعل هذه الخطوط العريضة لمسار المواجهة الاقتصادية للورقة الأميركية – الاخيرة – الأشد شراسة ضد سورية، تتطلب إجابات سريعة عن السؤال الجوهري: كيف ننهض ونكتفي ذاتيا.
سبق لسورية ان واجهت اكثر من حصار، وقادت وزارة – التموين – على سبيل المثال، موضوع الاعتماد على الذات لتأمين الرغيف، في سبعينات القرن الماضي، فظهرت مصانع الخبز الكبيرة بدلاً من أفران الحارات، وجرى بنجاح تصنيع خطوط إنتاج هذه الأفران الكبرى، محلياً ونقلاً عن خط مستورد في هذه الواقعة بالذات، نجد أن الوزارة قادت عملاً صناعياً، واستفادت من مؤسساتها في تأمين القمح وكان توفر بكثرة بعد رفع أسعار الشراء من الفلاحين آنذاك (من ليرة للكيلو غرام الى عشر ليرات خلال عدة سنوات وبسرعة قياسية ) ولعل أهمية هذا المثال تكمن في الأداء السريع وفِي الإنجاز بغض النظر عن الصعاب وعدم توفر كامل الامكانات.
وفِي المرحلة الحالية نحتاج الى مثل هذا الإصرار على الإنجاز فالشكوى دائماً أن اجتماعات تعقد وقرارات تصدر لإيجاد حل لكثير من المشاكل المعيشية، لكننا لا ننفذ، أو أن نسب التنفيذ تبقى متدنية.
نلمس ذلك في سياق الحديث عن التموين والتخلص من الازدحام، وفِي النقل (وكنا في أواخر السبعينات قد نجحنا في إنجاز هياكل الباصات والميكروباصات، ولدينا حالياً مصنعاً – مشتركاً مع حلفائنا الإيرانيين للسيارات السياحية يمكن تطويره لإنتاج الباصات والميكروباصات، بحت الحناجر وهي تنادي اعادة بناء وتشغيل مصانعنا المدمرة ( مصنع جرارات الفرات في حلب، حررناه من الاٍرهاب قبل أربع سنوات ).
مع المواجهة للحصار دعونا نقول دقت ساعة العمل، وليس من الحكمة أن نتجاهل سعياً عرفناه في هذا الاتجاه، خلال السنوات القليلة الماضية، مثل تشغيل محطة حيّان لإنتاج الغاز بعد قصف الإرهابيين لها بسرعة قياسية، ومثل إعادة بناء شبكات الكهرباء وإعادة تشغيل محطات الكهرباء التي تتعرض للقصف (محطة محردة على سبيل المثال)، ومؤخرا كافأ السيد الرئيس بشار الأسد مجموعة عمالية اعادت تشغيل احدى مجموعات توليد الكهرباء في محطة بانياس الحرارية ( 150ميغاواط طاقتها) أعادوا تشغيلها بإمكانات محلية وبتكلفة زهيدة، بالمقارنة مع ما كانت تحتاج إليه من دولارات للخبراء الأجانب ولقطع التبديل، ومؤخراً أيضاً، نجحت ووزارة الموارد المائية في إعادة تشغيل مجموعات ضخ في محطة مسكّنة المشتركة في ريف حلب المحرر لإرواء ٦٠٠٠ هكتار من الأراضي الزراعية التي تزرع بالقطن والذرة الصفراء.
إن امتياز الإعتماد على الذات في سورية الآن، وجود بنى تحتية إنتاجية، كالسدود ومحطات الضخ وأقنية الري في الزراعة ومصانع مهمة تحتاج إلى إعادة بناء، فإذا ما وفرنا الإدارة الحازمة والمثابرة وحفزنا العمال ولو رمزياً سننجح في أن نهزم الحصار الاقتصادي، نجاحاً باهراً.
ميشيل خياط-أروقة محلية